تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقلية الحرب الباردة

البقعة الساخنة
الأحد 12/10/2008
أحمد حمادة

وصف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حال أميركا مع العالم وحال العالم مع أميركا بأدق الأوصاف,معتبراً أن الولايات المتحدة

مضت منذ سنوات في اتخاذ خطوات نابعة من عقلية الحرب الباردة, فأقدمت على غزو العراق, ونشرت دروعها الصاروخية في شرق أوروبا , وتحمست لتوسيع الناتو شرقاً, وهددت روسيا في عقر دارها, واحتلت أفغانستان , وتتصرف بشؤون العالم دون عودة إلى هيئاته الرسمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.‏

ولم يتوقف ميدفيديف عند هذا التوصيف فحسب بل إنه وضع إصبعه حتى على جرح حلفاء واشنطن نفسها مؤكداً أن إدارة بوش تتصرف بصورة أحادية في كل قضايا العالم دون أن تلتفت إلى رأي أحد في الأسرة الدولية ودون أن تصغي حتى إلى أصوات بعض حلفائها.‏

ومع هذا التوصيف الدقيق الذي يترافق مع أكبر أزمة مالية تشهدها أميركا والعالم اليوم, فإن الرئيس الروسي يكون قد طرح رؤية روسيا لما يجري الآن في العالم وكذلك الحلول التي تقترحها للخروج من الأزمة الكبرى التي قد تؤدي إلى حروب وكوارث لايعلم مداها أحد, وأول تلك الحلول إقامة عالم متعدد الأقطاب واعتراف أميركا بأدوار القوى العظمى الأخرى, وتقديم تدابير فعالة وبرامج متكاملة للإفلات من قبضة الأزمة المالية الدولية مثل إعادة تنظيم المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.‏

ولاشك أن عدم اعتراف أميركا بالدور العالمي لكل من روسيا والصين والقوى الصاعدة الأخرى وتفردها بالقرار السياسي والعسكري والاقتصادي سيجلب للعالم المزيد من الكوارث الكبرى والأزمة المالية- التي وصفت بأنها الأكبر في التاريخ - أكبر دليل على ذلك إن فات الأوان!!‏

ahmad h@ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية