تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل النووية تحت الحماية الأميركية

شؤون سياسية
الثلاثاء 27-11-2012
منهل إبراهيم

تتحرك كما يروق لها وتفكر بما يغازل مصالحها تؤجل ما تراه غير مناسب لمقاس أحبائها وتقدم ما يسهل بلوغ حلفائها لأمانيهم وغاياتهم ..

خداع ومخاتلة ولف ودوران ولعب على جميع الحبال وإذا نظرنا في نهاية الأمر نجد بوصلتها دوماً تتجه نحو إسرائيل لتثبت عندها بقوة وصلابة كصخرة كلينتون.. ولسان حالها يقول شبيك لبيك العم سام بين يديك..هي الولايات المتحدة الأميركية بكل تأكيد وهذا أمر لاينكره معارض أو مؤيد للولايات المتحدة لأنه واضح للعيان وضوح الشمس في كبد السما لكل الناس .‏

قرار الولايات المتحدة إلغاء مؤتمر حول نزع السلاح النووي طرح العديد من التساؤلات مع أن قرار الإلغاء واضح في سياقه العام مهما أوردت أميركا على لسان مسؤوليها من ذرائع لتبرير هذا القرار الذي أعلنت بموجبه الولايات المتحدة إلغاء مؤتمر حول جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، والذي كان مقرراً عقده في العاصمة الفنلندية هلسنكي الشهر المقبل.حجج واشنطن الجاهزة دوماً لطرحها أمام الرأي العام و التي ساقتها فيما يتعلق بقرار الإلغاء على لسان المتحدثة باسم خارجيتها غير مقنعة ومتحيزة حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان لخارجيتها ذات السلوكيات المتأرجحة والمتذبذبة، إن سبب إلغاء المؤتمر هو الوضع الراهن في المنطقة وعدم وجود اتفاق بين الدول المعنية على شروط مقبولة لعقد هذا المؤتمر.‏

الحقيقة تقول أن أميركا دوماً تتفرد بقراراتها دون الرجوع إلى الدول المعنية المطلوب من بعضها بشكل دائم إن تقدم التنازلات ،وإن رجعت لدول معينة يكون هذا الرجوع شكلياً لأنها موضوعة في جيب واشنطن مسبقاً وقرارها ذائب فيما تقرره خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشي يقترب بأدنى درجات المساس من الكيان الصهيوني، وعندما تريد أميركا إجهاض أمر لا تريده يفشل عقد مؤتمر هنا ويقام مؤتمر هناك تخرب بلداناً هنا وتعمر بلداناً هناك حسب ما تشتهي رياح واشنطن من هو هذا الكيان الذي يرق له قلب العم سام ويخاف عليه من هول وألم الضغوط والتي أوردت ذكره المتحدثة الأميركية نولاند في سطور بيانها وإن كانت الإشارة مبطنة فالعبارة واضحة وصريحة..نولاند نطقت بالفم الملآن والرسالة وصلت وكل من له أدنى درجات التفكير يعرف من هو ذلك الكيان الذي قصدته وأشارت إليه نولاند التي قالت بالحرف الواحد أن واشنطن لن تؤيد عقد مؤتمر تتعرض فيه أي (دولة) في المنطقة لضغط أو عزلة في إشارة واضحة وجلية إلى الكيان الإسرائيلي، هذا الكيان الذي لم يوقع على معاهدة حظر الانتشار النووي رغم امتلاكه ترسانة أسلحة نووية تهدد أمن المنطقة برمتها .‏

والملفت أن أميركا التي تدافع عن إسرائيل النووية هي ذاتها التي كشفت اللثام عن سر كان يحيط بوجود الأسلحة النووية الإسرائيلية من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أثناء مهرجان أدبي بويلز في بريطانيا بتأكيده على وجود أكثر من150قنبلة نووية عند جيش الاحتلال في ترسانته العسكرية وبهذا أطاح بالسرية التي اتبعتها إسرائيل وحليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وإخفائهما الحقيقة عن المجتمع الدولي، هذه هي أمريكا التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتطالب بالديمقراطية على طريقتها الخاصة وتقف بوجه كل من يحاول الحصول على الطاقة النووية إلا إذا كان بإشرافها وتحت وصايتها حيث تتهم غير المطيعين لها فوراً بأنهم سيحصلون على السلاح النووي من خلال برامجهم حتى وان برهنوا بأنها برامج للأغراض السلمية.‏

وجود الترسانة النووية الهائلة عند الكيان الإسرائيلي التي تكفي لتدمير الحياة على الكرة الأرضية سوف تستعمل إذا لم يكبح جماحها ضد الشعوب بذريعة الضربات الاستباقية لحماية أمنها المزعوم فإذا كان السعي جاداً للتخلص من هذه التوجهات لدى إسرائيل وجعل منطقة الشرق الأوسط على الأقل خالية من السلاح النووي فذلك يتطلب من المنظمة الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تضغط على إسرائيل وتطالبها الموافقة على مراقبة أو أجراء تفتيش على منشآتها النووية وأن توقع على المعاهدة الدولية حول عدم انتشار السلاح النووي ،وإلا فإن إسرائيل وبدعم أمريكي ستكون في إطار مسرحية عنوانها العريض القرصنة والهيمنة واحتقار المجتمع الدولي والأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية