|
الافتتاحية حضرت منذ بضعة أشهر الملتقى الإعلامي العربي الصيني, وسمعت الطروحات العربية من جهة, والصينية من جهة أخرى.. كله جيد... والمداخلات عربية فعلاً.. لكن.. بطابع قطري غالباً... مع ذلك, الملتقى العربي التركي خطوة إلى الأمام, ومع تركيا هو ضرورة ملحة, ووجود سورية على رأس القمة العربية سيسهل دون ريب فرص التفاهم بلا حدود مع تركيا.. وبنظرة واحدة لمنطق التاريخ والجغرافيا والضرورات الحياتية, نكتشف الأهمية القصوى لهذا اللقاء الذي يضاعف من أهمية أن يبدو العرب فيه طرفاً واحداً.. العلاقات العربية الدولية في أطر ثنائية يشكل العرب فيها طرفاً واحداً, تطرح نفسها في مواقع شتى كحلول لإشكالات قائمة لا مجال لنكرانها.. على أساس ذلك يمكن أن نتساءل: - لماذا لا يقام لقاء عربي- إيراني?! الأرضية لمثل هذا اللقاء مشابهة إلى حد كبير أرضية اللقاء العربي التركي: التاريخ.. الجغرافية.. الموضوعية.. الخ.. ووجود سورية على رأس القمة العربية.. بل إن إقامة مثل هذا اللقاء مع إيران قد تؤدي فعلياً إلى نتائج تتمثل بحلول لعوالق ما من شك أنها قائمة في العلاقات السياسية بين الطرفين. اليوم وأمام عالم التطاحن الرأسمالي الذي تنهار بناه.. يجب أن تنتبه دول المنطقة إلى بعضها, وأن تنتبه دول العالم إلى الاتفاقات القائمة على العمل المشترك وتبادل المصالح.. وإذا كان العرب يجدون صعوبات في علاقاتهم البينية المشتركة, علّ وجودهم طرفاً واحداً في علاقات دولية ثنائية يحسن فرص العمل العربي المشترك?!. وبصدق يمكن التعويل على جدّية المواقف السورية, حيث اتصفت الدبلوماسية السورية دائماً بالجدية, وترتكز جديتها - هو ما يعرف عادة بالثوابت السورية - على: 1- إن الصراع الأساسي والأهم في المنطقة هو الصراع العربي- الإسرائيلي. 2- السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي نعمل له بجدية وتقام بناه بشكل متكامل, وليس بلغة المواعيد, عند كل موعد ننسى ما حققناه في سابقه. 3- السلام يعني إنهاء كل أشكال الاحتلال والعودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967. انطلاقاً من هذه الجدية, تسعى إلى إقامة أطيب العلاقات مع كل دول العالم.. وترفض كل ما يسيء لأي شعب من الشعوب.. بدءاً من الإرهاب وانتهاء بالاحتلال والاعتداء على السيادة.. وقد استطاعت فعلياً إقامة علاقات جيدة مع معظم دول المنطقة. وتعتبر علاقاتها مع إيران وتركيا انموذجاً حقيقياً. ولا نعتقد أن أسس الدبلوماسية السورية تواجه رفضاً من طرف عربي ما - لا سمح الله - وبالتالي وفي ظل القيادة السورية للقمة, ومواجهة ما يقع في العالم, ليس بالضرورة أن ينتظر العرب لقاء دولياً ليظهروا أنفسهم طرفاً واحداً. اليوم.. ينتظر العقل العربي, لقاء عربياً خاصاً واستثنائياً ليواجه أثار الطوفان في الوطن العربي. وكفانا نسمع نغمة ساذجة تقول: لن نتأثر, أو تأثرنا ضعيف!! |
|