تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موجة جنون وركاب كثر

قضايا الثورة
الاربعاء 5/10/2005م
خالد الأشهب

هستيريا !! لا بل اكثر من ذلك, انه نهر الجنون الذي فاض فأغرق كل ما على ضفتيه, خاصة اولئك الذين لايزالون في طور تعلم فنون السباحة السياسية, لاسيما اولئك السابحون مع التيار وليس عكسه. نهر ميليس وتقريره, ماقاله وماسيقوله, والذي لم تعد الغالبية ترتاده وتشرب منه لاقتناعها بالجنون وجدواه, بل لأن العقل والاتزان السياسي صار مساحة مفتوحة للاتهام, ومؤشرا على الرجعية, فيما الجنون انتماء الى العصر واميركا ... اليست اميركا هي العصر اليوم, اليس الانتماء الى اي شيء فيها, حتى ولو الى مرحاضها السياسي, يعني, وسواء بالظن او بالتخمين, انتماء الى العصر??

غير ان ميليس ليس مجنونا, ولا اعضاء فريقه المحقق كذلك, والا لما كانوا اظهروا كل ذلك الامتعاض والقرف من الضغوط التي قالوا علانية انها تمارس عليهم وبالذات من الادارة الاميركية الساعية وبكل السبل والوسائل الى توفير اي حد من الدلائل, مختلقاً او مفبركا, كاذبا او مضللا, لتثبيت اي قدر من الاتهام لسورية بارتكاب التحريض على جريمة حازت كل هذا القدر من الاهتمام الدولي المفتعل, والذي لو لم يكن مفتعلا, لكان في المنطقة اليوم وفي العالم عشرات بل مئات اللجان الدولية التي ينبغي ان تحقق في الكثير من الاغتيالات والجرائم.‏

الاكثر تشدقا بالقيم هم الاكثر فقدانا لها, لعل العبارة والمآل منها صحيحان اكثر من اي وقت مضى, فليس ثمة حرية حقيقية تستجر او تستورد دون اكلاف, باهظة احيانا, وليس ثمة سيادة اذا كان سفراء بعض القوى الكبرى حكاما في الدول التي تستضيفهم, وليس ثمة استقلال اذا كان الوطن مرتعا لشبكات المخابرات وحلقات التفجير الذكي الذي لايترك اثرا, فيما يزيد الجنون جنونا ويرتفع بموجات النهر, بل ان ثمة من يركب الموجات التي تتدافع في نهر الجنون, وثمة من يركب الفيضان, ركاب الموجات يصلون الى المكاسب, زعماء ) وطنيين ) او اصحاب تيارات واحزاب او وزراء ونواب, وركاب الفيضان يصلون الى الكارثة, هؤلاء بوعي واولئك من غير وعي !!‏

مالذي يجري?‏

لننتظر تقرير ميليس, وهذه هي العبارة الاكثر رواجا اليوم, غير ان علانية اعضاء الفريق في امتعاضهم مما يمارس عليهم من الضغوط الاميركية, وربما غير الاميركية, تؤشر بالامل في ان ينتهي فيضان الجنون قريبا, او ان ينتهي تدافع الموجات والتدافع الى ركوبها على الاقل?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية