|
حديث الناس ولاسيما تحسس الاغنياء لظروف الفقراء, وممارسة الجوع والعطش برضا وقبول, وتكريس حيز كبير من الاهتمام لعبادة الله وتقواه, والانجذاب بقوة نحو تنفيذ تعاليمه, رأفة بحالنا, ونزولا عند حقيقة احتياجنا لذلك. والصيام حقيقة من المفترض ان يكون هو الوقود الفعال القادر على تشغيل محرك لتسخين ذاك. ولاشك ان الكثيرين من ابناء هذا البلد, يعتبرون شهر الصوم, فرصة ربانية حقيقية, تتيح لهم العيش في ظلال تلك الاجواء, وممارسة المزيد من التقدير, والتسامح والمحبة, والعديدون تراهم وكما امر الله سعداء في هذا الصيام, ويحمدون الله على ما اعطاهم من نعمه, وابعد عنهم شرور الفقر وعذاباته.. غير ان الكثيرين الاخرين ايضا وبكل اسف يظهرون عجزا تاما, عن الاخذ بمفاهيم شهر رمضان المبارك, ومفاهيم الصوم ومعانيه, وكأنهم لايعرفون شيئا من هذا الامر , سوى الجوع والعطش, فتبدو عليهم علائم الغضب والاحباط كرياضة روحية, وفرصة ثمينة يساهم فيها الصائم بصدر رحب مفتوح, وقلب راض, في بناء صرح مجتمعي خلاق, يتساوى فيه الجميع ولو الى حين, فتنتفي بسببه الحاجات, وتزداد اواصر الاخوة والمحبة. وهؤلاء العاجزون عن ممارسة الصوم بهذه الطريقة, من الطبيعي ان يكونوا مساهمين فعالين, في إحداث اختلالات كبيرة, حيث يمارسون الصيام عُرفاً يؤخذ فيه لا واجباً يعتريه الايمان بتنفيذه. على كل حال.. المسألة قد تبدو الى حد ما شخصية عندما يمارسها أحدنا بينه وبين نفسه, وعندها لاعلاقة لأحد بأحد, وكل صائم من هذا النوع علاقته مع الله وليست مع العباد.. ولكنها تبقى شخصيته مطلقا, ان انضوت هذه المسألة تحت احتمالات تشكيل ظاهرة في شوارع مدننا المزدحمة , فترى الكثير من السيارات, والكثير من الآليات المختلفة, وكأنها تقاد من قبل متسابقين, لاتعرف للعقل طريقا.. زمامير تزعق بسبب وبلا سبب, وفرامل تصرخ, وسرعات جنونية, وازدحام لايطاق. مالذي يبرر هذه الممارسات..? فسلامة الناس أمانة في أعناق الناس جميعا, ولن يحق لأحد أن يؤذي أحدا لو بقي صائما طوال حياته.. وإن تورط أحد بأذية جسدية.. فلن يشفع له صيامه.. فانتبهوا .. واتقوا الله وصوموا له مثلما أراد. |
|