|
رؤية وإذا ما أخذنا الموضوع على محمل الجد وصدقنا كل الإعلانات الترويجية التي تبثها المحطات عن مسلسلاتها القادمة والتي (يجب ألا تفوتنا), فعلينا إذاً أن نستقيل من وظائفنا, ونقفل أبوابنا وهواتفنا, ونقلص وقت الإفطار إلى خمس دقائق, والنوم إلى ساعة واحدة, ونتفرغ تماماً للجلوس أمام الشاشة, ومع ذلك, وبحساب رياضي بسيط, لن نكون قادرين على إنجاز سوى جزء يسير من هذه المهمة شبه المستحيلة. في البداية كان الهدف أن تروح البرامج التلفزيونية الرمضانية عن نفس الصائم, وتضفي على شهره الفضيل بهجة إضافية, واليوم يبدو الأمر وكأننا نصوم فقط لأن زوجاتنا لا يجدن الوقت الكافي للطبخ في خضم المسلسلات المتلاحقة. هذه مبالغة! أجل ولكن أليست مبالغة أيضاً أن تعلن محطة تلفزيونية عن تسعة مسلسلات في اليوم الواحد, وأخرى عن أحد عشر, وثالثة عن ثلاثة عشر...? لن يتاح لنا, والحال هذه, ليس فقط متابعة كل هذه المسلسلات بل ولا حتى إمكانية الاختيار بينها, وربما يكون الحل الأجدى في النهاية هو ألا نتابع أياً منها. في كل رمضان يتحول التلفزيون (السوري خاصة) إلى ساحة صراع بين المنتجين من أجل أحقية العرض, وسيكون ذكياً أول من ينسحب من هذه المعمعة ويفاجئ التلفزيون بهذا الطلب البسيط أن يعرض مسلسله في رجب...! |
|