|
ثقافة كتب الافتتاحية د. حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب جاء فيها: ولّما كان للادب الارمني عناية كبرى بالتراث العربي والاسلامي فقد حظيت بعض الكتب العربية بمنزلة خاصة لدى الارمن,
مثل ( الف ليلة وليلة) وقصة الملك بهلول, وغيرهما كما عنوا بالشعر العربي الجميل وأخذوا مصطلحاته مثل تسمية القصيدة لديهم باسم (كاخا) اي القافية. ولهذا فإن هذا العدو الخاص بالأدب الارمني يعد احدى ثمرات مجلة الآداب الأجنبية المهمة لتعريف القارئ العربي بآداب الشعوب على اختلاف انتماءاتها . - المقال... في باب المقال تطالعنا الدراسات التالية: مساهمة علم الاستشراق للانسانية من خلال الدراسات الارمنية بقلم : شاهان سركيسيان - لمحة موجزة عن الشعر الارمني القديم بقلم: هوري عزازيان -أدب الامثال الشعبية عند الارمن ت. آكوب ميخائيليان - لقاء صحفي مع الروائي الارمني وليم سارويان بقلم زوري بالايات وترجمة : نبيل المجلي. - الشرق مهد الثقافات الانسانية.. يتوقف شاهان سركيسيان عند مساهمة علم الاستشراق للانسانية من خلال الدراسات الارمنية, ويرى ان الشرق هومهد الثقافات الانسانية ويأتي الاهتمام به منذ الازمنة الموغلة في القدم , ولما كان الشرق يحتل منطقة مركزية حافلة بالابداعات من النواحي الثقافية والاقتصادية والدينية فقد ألقى الانسان الشرقي نظرة الى نفسه اولاً , ثم اهتم بما فيه ومن ثم نظر نحو الآفاق البعيدة وأبدى اهتماماً مماثلاً للمستجدات المعاصرة. وعلم الدراسات الارمنية هوجزء لا يتجزأ من علم الاستشراق ,فقد اهتم الاستشراق الارمني بدراسة تاريخ الشعوب المجاورة, وبالتالي تقدم المصادر الارمنية معلومات هامة وقيمة عن تلك الشعوب . - رحالة أرمن في حلب من الرحالة الارمن الذين زاروا حلب سنة 1617م وكتبوا عنها ووصفوها وصفا دقيقا سيمون ليها تسي, وقد اكد سيمون ان في المدينة 365 خانا ً وكل واحد منهما اجمل من الآخر مستطرداً بأن هنالك العديد من المحلات والحوانيت والمتاجر التي تحتوي على كل ما تطلب في تلك الاسواق لأن حلب مدينة تجارية .. وفضلاً عن مؤلفات المؤرخين الارمن هناك العديد من حواشي المخطوطات الأرمنية التي حفظت معلومات تاريخية هامة عن حلب لا نجدها في المصادر التاريخية الاخرى, وعلينا الا ننسى مواد الارشيف والمراسلات والمقالات الصحفية وغيرها من الكتابات, ويا حبذا لو قام أحد الباحثين بجمع كل ما كتب عن حلب باللغة الارمنية ثم ترجمها الى العربية ونشرها في كتاب خاص خدمة للعلم ولمحبي التاريخ . - القصة... في باب القصة نطالع النصوص التالية: الرسام فاروجان ارتونيان -ارمينيا جذوري - لقد كان شخصاً مختلفاً انه امر الله - البنفسجة الجبلية- الحمل الابيض - قصة حب -العزاء. - أشعار أرمنية.. وفي باب الشعر ثمة نصوص ابداعية متألقة تحتفي بالانسانية, بالحب بالحياة, ولعلّ ( اشعار ارمنية) للشاعر ( صياد نوفا) التي ترجمها برجوهي افتيان تدلّ على ما نذهب اليه . الشاعر صياد نوفا هو ( اشوغ ) اي شاعر وزجال ومؤلف وملحن ومغن وموسيقي يجوب البلدان . ولد صياد نوفا واسمه الحقيقي(هاريتون)بين عامي 1720-1722م في عائلة متواضعة, نزح والده (قره بيت ) من مدينة حلب واقترن بأمه (سارة) التي جاءت مع عائلتها الى عاصمة جورجيا. (صياد نوفا) كلمة فارسية الاصل وتعني ( الامير الموسيقي). أوصلته شهرته الى القصر الملكي , فأصبح شاعر البلاط واشوغ الحفلات والمجالس وساقه قدره لعشق الاميرة ( أنّا ) ابنة الملك الجيورجي وخطيبة امير من عائلة اوربيليان الارستقراطية عبّر عن حبّه بأبيات رائعة جميلة: - أنت ... إن قلت انك بنفسجة قالوا انها من الجبل أتت إن قلت انك جوهرة قالوا انها مجرد حجر إن قلت انك قمر قالوا من العلياء أتت انت مشرقة كالشمس التي تبهر النظر يا رائعتي - جورية حمراء.. جورية حمراء انت -تناجين البلابل مبهرة قمرية الوجه انت -ان اكتملت كنت البدر والقمر ضفائر شعرك تتجدل -ان لم تبتل بالندى من يمعن النظر اليك-مسكين يتوه دربه اكسير الحياة لديك -فأنت الداء وانت منبت الروح في حضنك الورد والبنفسج والزنبق - والياسمين صنع يديك العالم بحرٌ وانت قارب فيه تلهين -تمرحين مع الامواج انت من ازهار البحر وبنفسجه- تفتحت تتمايلين مع الرياح كيف لي ان أتحمل هذا العشق فيا- صياد نوفا جرتك السيول بلمحة تسلبين ذا اللب عقله - وتجعلينه مسحوراً بعد ذلك . ولعلّ القارئ يلاحظ في هذا النص روح جرير وابن زيدون وكأن هموم المحبين واحدة. ولا بدّ من الاشارة الى ان باب المسرح حفل بالعديد من النصوص الابداعية نشير الى ما ترجمته د. نورا اريسيان , وما ترجمته الزميلة هدى انتيبا وكم نأمل ان تقوم حركة ترجمة نشطة من الارمنية الى العربية وبالعكس. |
|