تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شمس الشآم

ملحق ثقافي
2012/11/27
أحمد محمود حسن-أجَّجتِ في القلب نار الوجد فالتهبا

ما أطيب الجمرَ في أقداحِ مَن شَرِبا‏

حُزنُ السُّلافةِ أنِّي ما احتفلتُ بها‏

ومن معاصِرها لم ألتمِسْ عِنبا‏

ملآنةٌ بحروفِ الوحي باطيتي‏

وجئتُ أسألُ: هذا الحُسنَ مَن كتبا؟‏

لي عُمرُ زيتونةٍ في حبِّها، قَدَرٌ‏

أن يقطفَ النُّورَ مَن مشكاتها طلبا‏

لا تنحني الشمسُ إلاَّ كي تُسِرَّ لها‏

أن لم تجِدْ أبداً إلاَّ بها عربا‏

فلا لصالِحَ فيها ناقةٌ عُقِرَتْ‏

ولا مسيحٌ على أبوابها صُلِبا‏

ولم تُغيِّب بقاعِ الجُبِّ يوسُفَها‏

ولا محمَّدُ من أبنائها نُكِبا‏

وظلَّتِ الشَّامُ أُمَّ الأوفياء، وما‏

أدراكَ أنْ لم تكُنْ للأكرمين أبا؟!‏

يا قارئَ الكفِّ هل خَبَّرتَ عن زمنٍ‏

فيهِ يُقَلَّدُ تاج الصِّدقِ من كَّذبا؟!‏

وهل قرأتَ بفألٍ أنَّ شَعوذةً‏

ستملأ الأرضَ من أبنائها شَغَبا؟‏

وأنْ سيظهرُ دجَّالٌ بأمَّتِنا‏

وألفُ فيها إذا ما واحدٌ طُلِبا‏

وقد عجِبتُ لِصبرِ الشِّام كم نُكِبَتْ‏

منَ الطَّغامِ وصبرُ الشَّام ما تعِبا‏

يا أمَّةَ الدِّينِ إنَّ الشَّامَ باقيةٌ‏

فَلْتَلْعبوا غيرها إن شئتُمُ لَعِبا‏

أحرقتُمُ المغرِبَ الأدنى بِفِتنتِكُمْ‏

وتجمعونَ لشرقِ الأمَّةِ الحطبا‏

أخطأتُمُ، وأنا أدعو أئِمَّتَكُمْ‏

أنْ يعقِلوا فِتنةً تُودي بَمَنْ ركِبا‏

كُنَّا نُؤمَّلُ خيراً من مُؤدِّبِكُمْ‏

لكِنْ، مُؤدِّبُكُمْ لا يعرفُ الأدبا‏

من يومِ جيرومَ قد أرسى دعائمها‏

والشَّامُ تُطعِمُ رأسَ الفِتنةِ الذَّنبا‏

يا صبرَ أيُّوبَ كم عانيتَ من مِحَنٍ‏

ومن رماكَ بها لا يعرِفُ السَّببا‏

هل كان مولاكَ معروفاً بغفلتهِ‏

حتَّى عليكَ ـ وأنتَ المخلصُ ـ انقلبا؟‏

تبَّتْ أيادي سبا.. عفواً أبا لهبٍ‏

ولَّيتَ كيفَ على أعرابنا لهبا؟!‏

دهْراً نداوي جراح الغدر من يدهِ‏

ونُسكِتُ الحقدَ.. بل لم نُسمِعِ العتبا‏

حتى وحتى وحتى، كيفَ نبلعها‏

هذي العقاقيرُ أمسَتْ تُتلِفُ العصبا‏

فَلْيحصِدِ الشَّوكَ بالأسنانِ زارِعُهُ‏

ولْينتبِهْ، فثرانا يُنبِتُ القُضُبا‏

ذقنا المرارةَ من أغلى أحِبَّتنا‏

وأشعرونا بأنَّا بينهم غُرَبا‏

يا صبرَ أيوبَ ما في خيبرٍ رجُلٌ‏

إلاَّ وأصبحَ للإسلام مُنتسِبا‏

وما بمكَّةَ من دين النبيِّ سوى‏

موتى البقيعِ ومن لم يستطِع هَرَبا‏

دمشقنا تقرأ التَّاريخ عن كثبٍ‏

ولا تصدِّقُ من أملى ومن كتبا‏

فليكذبوا غيرها، ما من دمٍ كَذِبٍ‏

على ملابِسِنا، كانوا الدَّمَ الكَذِبا‏

لا تغدُرُ الشام اخواناً لها أبداً‏

ولا ينالُ بها ذو فِتنةٍ أربا‏

فلْتَرْكَبِ الفِتنةُ العمياءُ سِكَّتها‏

ولْتنطَلِقْ، فعرينُ الشَّامِ قد وثبا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية