|
وكالات - الثورة في مذكرة سرية قدّمت الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون في 1991، جاء فيها: إن المملكة العربية السعودية تعتبر الحجر الأساس في سياستنا القومية والدولية. فقد كنا نعتقد دائماً بأن سياسة حماية إسرائيل وإبقائها قوية يمكن ترسيخهما بوجود النظام السعودي. وتقول المذكرة في فقرة أخرى، بأنه بعد نشأة إسرائيل وبروز تيارات فكرية قومية وراديكالية في المنطقة، أصبح النظام السعودي هاماً بدرجة كبيرة لقمع طموحات هذه القوى لأنها كانت تهدّد أمن ومستقبل إسرائيل. وتضيف المذكرة: يزوّد النظام السعودي إسرائيل بالخطط المالية والتنسيق في إطار مشاريع مشتركة، سواء داخل أو خارج السوق الشرق أوسطية. فيما يلفت الملحق المضاف الى المذكرة إلى المكاسب المادية والاستراتيجية والمصالح، بما يشمل، سيطرة اسرائيل على ست جزر سعودية في البحر الأحمر، وتبادل المعلومات حول المعارضة السعودية والحركات الإسلامية داخل المناطق المحتلّة وخارجها. التقرير السابق ليس خاتمة التسريبات ففي واحدة من الوثائق التي سرّبها موقع «ويكيليكس» حول التعاون الاستخباري بين السعودية والموساد، والتي نشرت في آذار الماضي، كشفت الرسائل الالكترونية المسربة من شركة الاستخبارات الأميركية «ستراتفور» عن تقديم الموساد الصهيوني مساعدة سرية للاستخبارات السعودية. حيث أظهرت تلك الرسائل العلاقة الاستخبارية بين الموساد الصهيوني والاستخبارات السعودية وتحديدا تلك المرسلة بتاريخ 2 ايار 2007، والتي تضمنت مناقشات بين نائب رئيس ستراتفور لشؤون مكافحة الإرهاب، فريد بورتون، ومحللين في ما يتعلق بالتعاون السري السعودي - الصهيوني، كما أنها تشير إلى اهتمام هؤلاء بإنشاء علاقات تجارية خاصة مع نظام الحكم في السعودية. وكشف المصدر أن مجموعة من ضباط الموساد الطموحين، السابقين والحاليين، يعقدون حزمة من الصفقات لبيع السعوديين معدات أمنية، معلومات استخبارية، وخدمات استشارية. وهذا يعني أن علاقة امن وتجارة جمعت تل ابيب والنظام الحاكم في المملكة العربية السعودية. تجدر الإشارة إلى أن السعودية جددت تأييدها في عام 2007 لمبادرة السلام بين الفلسطينيين والصهيونيين، إضافة إلى أن تقريرا في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية يعود إلى شهر آب من العام نفسه ذكر أن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، كان حريصا على المشاركة في مؤتمر أنابوليس الذي كان مزمعا عقده في الخريف، وذلك في مقابل إشارة إلى الانفتاح على الخطة السعودية. وفي السياق ذاته ذكر تقرير صادر عن جامعة تل ابيب ونشرته الصحافة الصهيونية «أن المحيط الاستراتيجي الذي تعمل فيه اسرائيل يتضعضع في المدة الاخيرة، الى درجة التهديد بانهيار أجزاء كبيرة من المنظومة التي اعتمدت سياستها عليها، وأحد العناصر البارزة هو أنه بمقابل غياب أو خفوت اللاعبين «ثقيلي الوزن» في العالم العربي، بقيت السعودية عاملا أخيرا تقريبا لا يزال يعمل باصرار على صد ايران . وأضاف التقرير : ان «نضال» السعودية لصد ايران يمتد من اليمن مرورا بالعراق ومصر ثم الى لبنان،وكانت اللحظة التأسيسية التي غيرت طبيعة هذا النضال هي تدخلها غير العادي والمباشر في البحرين، لذا من الضروري أن نعرف أهمية بقائها، لأنه اذا سقطت أسرة آل سعود فهناك خطر من امتداد نفوذ المقاومة العربية. وتحت فقرة بعنوان «الاستعداد للمعركة الاخيرة: النضال من اجل بقاء آل سعود» يضيف التقرير:»ان اسرائيل والسعودية تعملان على الحد من التزعزع الحاصل، ومعهما ايضا دول أقل تأثيرا كالاردن ودول الخليج». وترى السعودية أنها قد بدأت تفقد أبرز شركائها في الجبهة العربية المعتدلة، فقد سقط مبارك ومستقبل مصر غير واضح، وقد اضطر هذا الوضع الجديد الشديد السعودية الى تغيير استراتيجيتها. فهي قامت بعمل مكشوف مباشر في البحرين، وتعمل على استهداف سورية لاسقاطها كونها اخر قلاع المقاومة. لقد حرص التقرير الاسرائيلي على ابراز أن الاكتشاف الاسرائيلي بأهمية بقاء آل سعود هو اكتشاف حديث العهد وليد الواقع الراهن في المنطقة، لكن ثمة أسرار خطيرة مازالت خافية عن العلاقة الاسرائيلية السعودية، خصوصاً من طرفين يتقنان فن إخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام... |
|