|
دمشق وناقش أعضاء البرلمان الذين ينتمون إلى تيارات سياسية وفكرية متنوعة ضرورة اشراك الطلاب في صنع القرار الجامعي الاداري والعلمي وتشكيل هيئات طلابية منتخبة للتواصل مع المسؤولين والجهات المعنية والعمل على ربط مخرجات التعليم بسوق العمل اضافة إلى احداث مناهج فكرية خاصة بتحصين الشباب من الغزو الثقافي الاجنبي وعدم الاعتماد على مجموع علامات الشهادة الثانوية في تحديد الفرع الدراسي للطالب. وتحدث الاعضاء البالغ عددهم 126 عضوا حول ضرورة ايلاء الجانب العملي الاهتمام اللازم واحداث مشاريع تنموية لاستيعاب مواهب الشباب وقدراتهم وانشاء مراكز أبحاث خاصة بشريحة الشباب قادرة على رصد همومهم ومشاكلهم من خلال تقارير ميدانية ترصد الواقع وتحلله اضافة إلى احداث هيئة خاصة بمبادرات الطلاب وتقديم الدعم اللازم لها وانشاء مشاريع صغيرة خاصة بالشباب واتخاذ سياسات وتدابير فعالة للتخفيف من نسب البطالة. وناقشوا ضرورة اعادة النظر بأقساط الجامعات الخاصة والتقليل من شروط البعثات العلمية والتسجيل في الماجستير وتفعيل دور الشباب واستغلال طاقاتهم في بناء المجتمع والاسراع بانجاز مشروع السكن الشبابي واحداث كلية خاصة بالتنمية البشرية والفكرية وزيادة نسب القبول في التعليم المهني واستحداث مدارس جديدة في المحافظات كافة. ودعوا إلى تثبيت العمال المؤقتين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب واعادة النظر بغموض بعض القوانين وسوء تفسيرها والعمل على تطويرها واجراء دورات قضائية لرفع كفاءة بعض القضاة اضافة إلى المراقبة الجادة لاسعار بعض السلع والمواد الغذائية ومنع احتكارها من قبل ضعاف النفوس ووضع حد لظاهرة التسول عند الاطفال واحداث هيئة مركزية لحل مشكلة السكن العشوائي وتشجيع السياحة الداخلية. كما اكدوا ضرورة ايجاد مناخ عمل وبنية اقتصادية متماسكة تكفل بناء مجتمع سليم والسعي لتشجيع عودة رؤوس أموال المغتربين والاستثمار في سورية وتثبيت المعلمين الوكلاء في ريف حلب والرقة والحسكة اضافة إلى احداث هيئة عامة تسمى الهيئة العامة للاثار والمتاحف تعنى بالتعريف بتراث سورية الحضاري والانساني. ولفت الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب في افتتاح الجلسة إلى ان الشباب في سورية يشكلون حاضرها ومستقبلها لكونهم يملكون القدرة الخلاقة على الابداع والتجدد ورفدها بالدماء الجديدة والافكار المتجددة مشيرا إلى أهمية البرلمان الطلابي في دفع الحياة السياسية وانضاجها وطرح القضايا التي تهم شريحة الشباب ومناقشتها مع أعضاء السلطة التنفيذية لما فيه تحقيق الصالح العام. واشار الدكتور الابرش إلى ضرورة التحدث حول مختلف القضايا بكل حرية وشفافية من قبل الطلاب ومحاكاتهم لجلسات مجلس الشعب العادية وطروحاته بغية نشر التوعية بأهمية السلطة التشريعية في الحياة السياسية لسورية مستعرضا الية عمل المجلس ونسب تمثيل الاحزاب وشرائح المجتمع المختلفة فيه ومراحل مناقشة مشاريع القوانين المقدمة من قبل الحكومة. واعتبر الابرش ان سورية تدفع اليوم ثمن مواقفها الوطنية والقومية المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية وقوى المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق وان استمرار وقوفها إلى جانب هذه القضايا سيبقيها عرضة لمثل هذه المؤامرة التي تحاك ضدها اليوم مشيرا إلى أن المهم في انتخابات مجلس الشعب القادمة هو الوطن وتطويره والعمل بكل جدية واخلاص لبناء سورية المتجددة. ونوه رئيس المجلس ببرنامج الاصلاح الشامل الذي أعلنته القيادة في سورية والذي تجسد باقرار دستور جديد للبلاد يكفل التعددية الحزبية والسياسية وظهور أحزاب سياسية جديدة تغني العمل السياسي والديمقراطي في المرحلة القادمة مؤكدا أن الشعب السوري قادر على تجاوز الازمة والخروج منها أكثر قوة ومنعة بفضل وعيه والتفافه حول قيادته. وفي تصريحات لوكالة سانا بينت دارين سليمان عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيسة مبادرة البرلمان الطلابي ان المبادرة التي أطلقها الاتحاد باسم البرلمان الطلابي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية المؤسسة التشريعية وخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها سورية ودورها في ايصال صوت المواطنين إلى المعنيين ورفع مستوى وعي شريحة الشباب بأهمية المشاركة في اصدار التشريعات التي تمس حياتهم بشكل مباشر. ولفتت إلى تنفيذ البرلمان لعدد من ورشات العمل بغية تثقيف جيل الشباب برلمانيا وتزويدهم بمفاهيم السلطة التشريعية وعلاقتها بالسلطة التنفيذية وماهية النظام الداخلي لمجلس الشعب والعلاقة بين الدستور والنظام الداخلي للمجلس والدور المناط به فضلا عن الجلسات العملية التي تحاكي جلسات مجلس الشعب العادية موضحة دورها في تحفيز الطلاب على ممارسة حقهم الانتخابي عبر اختيار الممثلين الاكفأ القادرين على تمثيل الشباب وتحقيق مطالبهم. وأشارت سليمان إلى أن اختيار الاعضاء تم من خلال الاعلان عن تشكيل مجلس الشعب الطلابي بحيث يضم طيفا واسعا من الاحزاب القديمة والمؤسسة حديثا والمستقلين في الجامعات كافة ومن ثم اختيار الاعضاء وفقا لمجموعة من المعايير تتعلق بالمستوى العلمي والثقافي مبينة ان الحضور الابرز في البرلمان كان من نصيب طلاب كليتي الحقوق والعلوم السياسية داعية إلى ايجاد الية معينة لتمثيل كافة الجامعات السورية مستقبلا بما يضمن وصول أعضاء قادرين على نقل هموم الطلاب ومعاناتهم ويعكس صورة حضارية عن الشباب السوري المثقف. بدوره أشار عضو البرلمان الطلابي دريد الكردي ممثلا عن الحزب الشيوعي السوري إلى أن تشكيل مجلس الشعب الطلابي يعد خطوة جيدة يتم من خلالها تأمين انخراط الشباب في العمل السياسي وأن مشاركة حزبه في هذا المجلس دليل على تنوع القوى الوطنية السياسية السورية التي ستقدم بدورها طروحات مختلفة حول القضايا المطروحة للنقاش بما يسهم في اغناء الحياة السياسية وتنشيطها. من جانبها قالت ريم أحمد خريجة ادارة أعمال ممثلة عن حزب البعث العربي الاشتراكي ان المشاركة في البرلمان تجربة جيدة تظهر قدرة الشباب السوري على اثبات دوره في خدمة الوطن وتطويره من خلال جهوده البناءة ومشاركة الأخرين لكونه فرصة لايصال مطالب الطلاب المحقة إلى المعنيين. بدورها أوضحت الاء شاهين من كلية الحقوق أهمية مثل هذه المبادرات الخلاقة لكونها تعرف العالم بمدى ثقافة ووعي الشباب السوري السياسي وقدرته على النهوض بمجتمعه نحو الافضل مضيفة انها كمستقلة تمت دعوتها للمشاركة في البرلمان الطلابي من قبل اتحاد الطلبة وان هذه الجلسات التحضيرية مهمة لكونها تسهم في اعطاء الاعضاء الخبرة والمعرفة بكيفية ادارة جلسات مجلس الشعب. من جهتها أشارت نيرمين صالح طالبة أدب فرنسي من حزب الشباب الوطني السوري إلى أن مشاركتها في المجلس تأكيد على الحراك السياسي الذي تعيشه سورية بكافة أحزابها وقواها الوطنية وعلى أهمية البرلمان في ايصال كل ما يطمح اليه الشباب السوري من أفكار وتطلعات ورؤى إلى البرلمان. من جانبه تحدث مصطفى أبو صوف من الحزب السوري القومي الاجتماعي عن الدور الفاعل للشباب السوري خلال الازمة حيث أثبت أنه شباب واع قادر على قيادة دفة المجتمع نحو الافضل والتعامل مع معطيات الازمة بايجابية من خلال اطلاقه العديد من الفعاليات الوطنية ومنها تكوين البرلمان الطلابي الذي يضم جميع الاطياف السياسية الوطنية السورية مشيرا إلى الدور الهام للاتحاد الوطني للطلبة في تأطير طاقات الشباب وتوجيهها بالاتجاه الصحيح. ورأت الدكتورة كندة الشماط أستاذة القانون المدني بكلية الحقوق في جامعة دمشق ان هذه التجربة فرصة لاطلاع شريحة الشباب على الية عمل السلطة التشريعية وما الدور الذي يقوم به البرلمانيون سواء من ناحية اقرار القوانين أو اليات مناقشتها وتعديلها مؤكدة أنها فرصة لمنح الشباب دفعا جديدا للتعبير عن ارائهم والمشاركة في الحياة السياسية. وقال المحامي عمران الزعبي ان البرلمان الطلابي تجربة بحثية تعليمية وسياسية في ان معا تحمل نوعا من الاقدام السياسي على نقل تجارب وخبرات الأخرين مشيرا إلى أنها فرصة لاطلاع الشباب ذوي الانتماءات السياسية والافكار المختلفة على الحياة البرلمانية ومبادئها الاساسية وان هذه التجربة يجب أن تستمر وتتحول إلى واقع حقيقي وخاصة في ظل عملية الاصلاح الشامل التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد. وكان البرلمان بدأ أعماله بأداء القسم الدستوري وانتخاب العضو دريد الكردي رئيسا للمجلس وكل من محمد عواد وعيسى الخضر لامانة سر المجلس. ورفعت الجلسة إلى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم. حضر الجلسة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور رضوان الحبيب وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية. |
|