|
الصفحة الأولى لا يبدو أحد قادراً على حسم المسألة، ولا حتى دولياً.. الواقع الدولي أضعف من الواقع الوطني – نسبياً – وبالتالي قد تطول بنا الحكاية إلى أن تصحو العقول. بكل بساطة ورغم مئات الملايين التي تنفق.. ورغم طوفان الإعلام.. وانشغال برامج البحث والدعم إلى الآن يبدو الأقدر على الحل هو صحوة عقول السوريين التي لم تظهر ملامحها أبداً.. المعارضة، بعضها مازال يراهن على التدخل العسكري.. و بعضها على سقوط النظام بفعل فاعل ما..؟! والموالاة تفسر عجز القوى المواجهة، بأنه ثبات وانتصار..؟! ولا أحد يقدم جديداً صالحاً لأن يشكل مخرجاً ممكناً لأن ما يقال لا يمثل نظرية ممكنة.. بل إن ما يقدم في أحسن حالاته، لهاث خلف حراك بدأ وتحول وخرج عن كل طور ولم يعد حتى الحراك ذاته قادراً على التوقف.. أبعد الناس عن الفعل في الحالة السورية هو الشعب السوري.. اعتاد أن يكون مبعداً فابتعد أكثر مما يجب.. وسط هذه الأوضاع والأحوال تبدأ مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان ومعه المراقبون الدوليون في محاولة العمل لوضع حد للعنف كخطوة أولى.. ويتصدى له كثيرون بينهم العديد ممن شرع لها.. بالتسليح والتفجيرات كثيراً، وبالتشكيك أكثر !حتى أن «أصدقاء سورية جداً» بدؤوا البحث عن بدائل لخطة أنان!؟ ولعل أكثر ما يخشونه، الوصول إلى نقطة الحوار ضمن الخطة !؟ إن ما يجري يشير بوضوح الى أن صراع المصالح من حول سورية لا تشارك فيه المصالح الوطنية السورية.. ولأنه غير قادر على الحسم «دولياً».. تبقى البوابة صغيرة وضيقة لعبور المصلحة السورية في محاولة الحسم.. ولكن..؟!!! هل تعبر..؟! بتقديري أن الوضع الراهن.. راهن.. أكان مؤامرة أم صراعٍاً تاريخياً موضوعياً – وفي كل صراع من هذا النوع هناك مؤامرة – وإمكانية العبور بالمصلحة الوطنية من خلال مواصفات وشروط الواقع الراهن ليس بالضرورة أن تتوفر لنا غداً.. لأن الراهن كما قلت.. راهن.. وليس أبدياً..؟! في العداوات وفي الصداقات وفي الإمكانات والاستعدادات هو راهن. إلى الآن لم تحدد المصلحة الوطنية ماذا تريد! والمهمة الدولية بدأت خطواتها.. لم نقدم برنامجاً خاصاً في القول والعمل، لم يلتق ممثلو هذه المصلحة لتصويرها في برنامج.. بل هو الدوران على محور الأزمة.. والعجز صورته الأبرز في المعارضة أو المعارضات. هل يعتقدون أنهم بريئون من الدم الذي يسفك..؟! هل يظنون أن تحليلاتهم وتنظيراتهم على الفضائيات تعفيهم من المسؤولية مهما كانت كفاءتهم في لصق التهم..؟! إلى متى يحلمون أن ثمة من سيفعل لحسابهم وبالوكالة عنهم..؟! مهمة المبعوث الدولي قائمة وتاريخية إن أردنا أن نبني على هامشها مشروعاً تاريخياً.. وإلا.. فهناك من ينتظر ويحلم بفشلها ليكون ما يجري في بلادنا اليوم هو الهدف وإلى سنين طويلة قادمة.. و حتى يتفرغ لنا ذوو الشأن. |
|