|
طلبة وجامعات عندما ندخل الجامعة أول ما يتبادر إلى أذهاننا قصص الحب المنتشرة بين أروقتها.. جزء من علاقات الحب هذه تنتهي بالزواج وأخرى بالفراق وتبقى ذكرياتها تداعب ذاكرتنا بين الفينة والأخرى.. وغالباً ما يرتبط حلم دخول الجامعة بأمنية كل شاب بفكرة لقائه الطرف الآخر الذي يظل وحتى وصوله لأعتاب هذه المرحلة كائناً غير واضح الملامح وعوالمه خفية والنظر لهذا العالم عن قرب وامكانية التواصل تتم بشكل مباشر وواضح تحت مظلة الزمالة في جامعة واحدة. ولهذا ما إن يدخل الشاب أو الشابة للجامعة حتى يبدأ الطرفان كل على طريقته في اكتشاف الآخر فتنشأ علاقات وروابط مختلفة إلى أن تصل الأمور في غالب الأحيان إلى العلاقات العاطفية .
ومع أن اللون الطاغي على الصورة المتكونة لدى الطلاب في هذه الأيام عن العلاقات العاطفية في الجامعة هو اللون الأسود إلا أن مساحات وردية تتخلله . غير أن حجم هذه المساحات وشدة لونها تختلف بين الطلاب والطالبات.. ففي الوقت الذي ينظر فيه الطلاب على أن العلاقات العاطفية أجمل ما في الحياة الجامعية فإن الطالبات غالباً ما يسبغن عليها عدم النضج وفيما يكون تطلع الطلاب الذكور أكبر فيما يتعلق بأن الحياة الجامعية قد توفر فرصة للزواج نجد أن تطلع الطالبات يتراجع عنه كثيراً. ولكن ما يلفت النظر أن الاتهامات كثرت هذه الأيام حول انحدار مستوى هذه العلاقات عن أيام زمان واقترابها في كثير من الأحيان من التحلل الأخلاقي والقيمي والاقتصار على اشباع الحاجات الجنسية. تقول نادين طالبة في كلية الحقوق بجامعة دمشق: إن بعض الطلاب والطالبات يعتقدون أن الدخول للحياة الجامعية يعني التحرر من القيود الاجتماعية، فنجد أول ما يهتمون به هو الحصول على شريكة الحياة مع أن كليهما يعرف أن الهدف هو الدخول في العلاقات العاطفية وكليهما أيضاً يعرف صعوبة تحقيق الهدف الأساسي وهو الزواج بسبب الظروف الاقتصادية غالباً، وكثير من العلاقات والتجارب العاطفية انتهت نهايات فاشلة نتيجة لعدم قدرة الشباب على تأمين المادة للزواج. أما الطالبة شاهدة من كلية العلوم: لا أعتقد بوجود الحب في الجامعة فهو مجرد مشاعر وعواطف جياشة ولا توجد جدية في هذه العلاقات فمعظم الشباب لهم أهداف وغايات أخرى بالإضافة للتسلية وللأسف معظم هؤلاء الشباب يأخذون الحب من منطلق المتعة الجنسية فحسب. فيما ترى الطالبة سهام من كلية الفنون الجميلة: أن الخطأ ليس في العلاقة العاطفية بحد ذاتها والدليل أن هناك علاقات عاطفية كثيرة في الجامعة تنتهي بالزواج ولكن الخطأ في هدف الشاب أولاً من هذه العلاقة وعدم نضج الفتاة. الطالبة منى من كلية العلوم صدمت بعلاقة عاطفية في بداية حياتها الجامعية ولهذا تعلمت درساً كما تقول وذلك بأن لا تثق ثانية بهذه العلاقات العاطفية التي تنشأ بين طلاب الجامعة، وتضيف منى: لقد اتخذ الطرف الآخر في العلاقة من علاقتنا هدفاً للمباهاة والمفاخرة أمام زملائه إلى أن بلغ الخبر أهلي الأمر الذي سبب الكثير من المشكلات معهم وحرموني من الذهاب إلى الجامعة لمدة عام كامل. الطالب حسام من كلية العلوم: أنا أعتقد أن نسبة نجاح العلاقات العاطفية في الجامعة لا يتعدى 1٪ وأن هذه العلاقات يشوبها التردد وعدم القناعة في النوايا الحسنة وأرجع حسام ذلك حسب اعتقاده إلى البيئة الاجتماعية والكبت الذي يعانيه الكثير من الطلاب والطالبات فأول ما يفعلونه وقبل الدراسة هو محاولة تفريغ هذا الكبت وأكثر ما يلاحظ خلال السنوات الثلاث الأولى بعدها يخف هذا الأمر نتيجة التجارب المتعددة وزيادة الوعي لديهم. أحبك ..من أسهل الكلمات فيما يأسف الطالب رامز من كلية الاقتصاد كون كلمة أحبك أصبحت تتردد على الألسن للتلاعب بالعواطف بل إنها باتت من أسهل الكلمات و هذا لا يكفي.. فقد يعمد الكثير من الطلاب للتباهي والتفاخر بعلاقاتهم العاطفية وفي أحيان كثيرة تتم المراهنة فيما بين الطلاب أو الطالبات لايقاع أحدهم في شراكة لكن صراحة الطالب أسامة من كلية الآداب قسم علم الاجتماع فاجأنا عندما أخبرنا أن لديه العديد من العلاقات في وقت واحد ويخصص لكل منهن وقتاً حسب مزاجيته ويرجع ذلك إلى الانفتاح الكبير وسهولة الاتصال بالجنس الآخر من خلال الموبايل والانترنت مضيفاً أن الفتاة هي التي تضع الخطوط الحمراء. أما بالنسبة للشاب فهو يتحين الفرصة المناسبة لنيل مراده. من هنا تبدأ الحكاية الاختصاصي النفسي رئيف أبو وطفة يبحق في أوراقنا التي حملناها إلى طاولته فيقول: إن أهم مرحلة في العمر هي مرحلة المراهقة لهذا عندما يدخل الطالب الجامعي في هذا العمر وهي مرحلة الانجذاب العاطفي تجاه الطرف الآخر من هنا تبدأ الحكاية وما يحدث في الجامعات هو عملية لتمضية أوقات جميلة والطلاب غالباً في هذه المرحلة لاسيما في بداياتها لا يعرفون هل هذا الذي يعيشونه حب أم استلطاف أم تعود؟ ويضيف الاختصاصي النفسي: إن 2٪ فقط من العلاقات العاطفية كان لها دور إيجابي في التحصيل العلمي وغالبية هذه العلاقات تسهم في تضييع الوقت وخسارة الطالب ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن العلاقات الفاشلة تترك تأثيراتها الكبيرة على الشخصية لأنها تترك في كثير من الأحيان شروخاً في النفس تؤدي في حالات كثيرة لفقدان الثقة في الطرف الآخر وقد تصل حد العزوف عن الزواج. ويشير الاختصاصي النفسي إلى أن أخطر ما في هذه العلاقات هو تطورها إلى علاقات جسدية ثم جنسية تنتج أطفالاً غير شرعيين يرفضهم العرف والمجتمع. |
|