تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل توقفت معاناة الطلبة عند عدم معرفة نتائج امتحاناتهم؟

طلبة وجامعات
الأربعاء 2-5-2012
د.ماهر حبيب

تعقيباً على ما جاء في زاوية طلبة وجامعات في العدد 53 من جريدتكم الغراء بتاريخ 4/4/2012 تحت عنوان : طلبة الآداب في طرطوس بانتظار نتائج الامتحانات يرجى نشر التعقيب الآتي:

يقول الكاتب الروسي رسول حمزاتوف في مقدمة كتابه (بلدي): الطائرة قبل أن تطير تثير كثيراً من الضجة والطائرة المروحية قبل أن تنفصل عن الأرض تنفخ وتدمدم أمداً طويلاً وتأخذها رعدة شديدة ، نسر الجبال وحده ينطلق دفعة واحدة في السماء الزرقاء خفيفاً ويعلو ثم يعلو حتى يغيب عن الأنظار.‏

فمع ثقتنا المطلقة بأن طلبتنا الأعزاء سينطلقون نسوراً في سماء الإبداع والفكر الإنساني نحو المستقبل الزاهر إلاأننا نستغرب الضجة والدمدمة قبل انطلاقهم ! رغم مشاركتهم الشعور بالقلق وهم يترقبون صدور نتائج امتحانهم والتسليم بأن ذلك من حقهم الطبيعي ولكن فلتسمح لي ابنتي كاتبة المقال ببعض التعقيبات والتوضيحات حيث كان ينبغي أن يذكر كلامي كاملاً في مقالها ولايجتزأ ، وأن أعلم على أقل تقدير أن إجابتي ستنشر في صحيفة رغم تأكيدي على دقة ماقلته تماماً وصحته.‏

ولكن أما تذكر ابنتي الطالبة كاتبة المقال كل المراسيم الصادرة لصالح الطلبة ، وكل التسهيلات والمساعدات التي منحت للطلبة خلال العام الماضي بسبب ماعاناه وطننا الحبيب من وطأة المؤامرة التي حيكت ضده... وبسبب عصابات الإرهاب المدعومة دولياً ...إلا أن ابنتي العزيزة لم تستطع أن تفهم أن هؤلاء جزء من الوطن بكل ظروفه بل لعلهم مستهدفون بهاأكثر من غيرهم فهل أساتذة الجامعات أوكما جاء في مقالها دكاترة الجامعات يعيشون خارج هذا الوطن الحبيب؟ وهل ماعانى منه كل مواطن سوري من وطأة الإرهاب بقي أساتذة الجامعات في حرز منه؟! .. من هنا وجدتني أكتب تعقيباً لارداً على مقال ابنتي الطالبة.. لأن ثمة نقاطاً لابد لها من أن توضح وأن يذكر لصاحب الفضل فضله، وبخاصة أن الهيئة الإدارية في الجامعة كما جاء في المقال حملت الكلية سبب التأخير في النتائج !! وثمة من وجد العذر للسادة دكاترة مدينة حمص على حد تعبيرها...‏

وهنا نجد أنه لابد من التنويه بأن بعض الزملاء المحاضرين في كليتنا من جامعة البعث ، وأيضاً بعض من هم على ملاك الكلية ويسكن مدينة حمص خاطروا بأنفسهم ، وما زالوا يخاطرون وقاموا بواجبهم على أكمل وجه وهم مستهدفون كمايعرف القاصي والداني، ولكن بعضهم الآخر وهنا أرجو الله تعالى أن يكون بخير، كانت الظروف أقوى منه، فيما يبدو وأخباره لاتزال في ظهر الغيب والمثل الشعبي يقول: الغائب عذره معه، ويحضرني هنا ذكر أحد الزملاء - رحمه الله - الذي عانى في نهاية العام الدراسي الماضي من مرض عضال وبقي مواظباً على حضوره رغم مرضه و ورغم الظروف الأمنية حتى نهاية الفصل وأصر على تسليم الأسئلة قبل البدء بالعلاج.‏

ومن الصور الجميلة التي قدمها الزملاء المحاضرون في كلية الآداب الثانية خلال أزمة المؤامرة التي عصفت بسورية الحبيبة وهي إلى زوال بعون الله تعالى والتي لم يعرفها الطلبة أن بعضهم حضر إلى الكلية مستقلاً سيارة أجرة من محافظة إلى محافظة رغم التكلفة الباهظة متناسياً الظروف الأمنية وسالكاً الطرق البديلة بسبب انقطاع بعض الطرقات بفعل العصابات المسلحة لأنه فقط شجع الطلبة على حضور المحاضرات وحثهم على عدم الاستسلام للخوف واليأس قبل أسبوع فهل يستسلم هو نفسه الآن؟؟ وبعضهم الآخر اضطر إلى استخدام الطائرة في قدومه من حلب مرات ومرات... والدلائل عندي موجودة على كل ذلك.‏

فهل بقيت معاناة أبنائي الطلبة من القلق على عدم معرفة نتائج امتحاناتهم شيئاً يستحق كل هذه الضجة أمام كل هذه المخاطر والتضحيات وهل الوطن في أزمته لايستحق من طلبتنا الأعزاء أن يبذلوا بعضاً من القلق والصبر وأن يقفوا إلى جانب أبناء الوطن والآخرين من موظفين وإداريين وأساتذة ليتحملوا معهم بعضاً من حق الوطن عليهم.. وسيرون عما قريب إن شاء الله أن تحليق النسر أجمل بكثير ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية