|
طلبة وجامعات فكان سؤالنا الموجه للفئة العلمية لأساتذة الجامعة حول الاستحقاقات الأهم المطلوبة من أعضاء مجلس الشعب الجديد، وحول الملاحظات المسجلة أثناء الحملة الاعلانية للمرشحين؟ ترى د. رشا شعبان استاذه في قسم الفلسفة في جامعة دمشق.
أن أهم ما يجب أن يتوفر في أعضاء مجلس الشعب صفتين هامتين: الصفة الأولى تتعلق بالنزاهة والاخلاق وبالتالي لابد أن يعرف المواطن التاريخ الأخلاقي والعملي لهذا المرشح، وأن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار مشيرة إلى أن الأخلاق هي التي تحدد تماماً هذا الإنسان ومسيرته وبخاصة أننا في زمن تسلط فيه الأضواء على القدرات العلمية دون النظر الى النزاهة والأمانة- وهناك تجارب سابقة في المجالس الماضية فقد كان هناك أعضاء مجلس شعب تاجروا بالمحظورات وتلاعبوا بأموال الناس وحققوا الكثير من المكاسب الشخصية، ثم خرجوا ليعطوا دروساً بالنزاهة وأخذوا يوجهون الانتقادات للبلد. القدرة على التعبير الصفة الثانية التي تحدثت عنها د. شعبان: هي صفة الجرأة والقدرة على التعبير وايصال هم المواطن الى المعنيين. بمعنى أن يضع يده على مكامن الفساد، والهدر، وتعبير عن سلطة الشعب وولائه للشعب وحول موضوع البرنامج الانتخابي تقول: المشكلة ليست في الشعارات ولايوجد مواطن لايريد تحقيق هذه الشعارات، إلا أن المشكلة الحقيقية في الخطوات التنفيذية التي يجب أن يسير عليها عضو مجلس الشعب لتحقيق ما تحدث عنه من شعارات، فالكثيرون ممن كانوا سابقاً لم يتقدموا ببرنامج انتخابي ولم يعملوا عليه أساساً، بل كانوا يبحثون عن قضايا فردية وشخصية. وعلى سبيل المثال: جميع الناس ضد البطالة وضد الفساد، ولايوجد خلاف حول طرح هذه الشعارات، لكن هل تقدم أحدهم ببرنامج مقنع وفق خطوات تنفيذية معقولة وممنهجة بحيث يمكن تحقيقها على الأرض للحد من البطالة والفساد. ويبقى السؤال: من يعبر عن أفكاري ويدافع عن حقوقي هل هذا الشخص مشكلاته هي مشكلات الشعب؟ علينا أن نربط بين المرشح وما هي رؤيته من هذه الأزمة وماذا فعل ويفعل من أجل الوطن؟ يجب أن يعرّف عن نفسه ويرى د. جمال مللي استاذ في قسم الرياضيات جامعة دمشق.أنه من واجب المرشح أن يعرّف عن برنامجه الانتخابي وعن طموحاته التي سيعمل عليها لسورية المستقبل.. ولا يقول: لا يكفي أن نقرأ «انتخبوا فلاناً» على هذا المرشح أن يعطي فكرة عن نفسه من الناحية الاجتماعية، الثقافية، الحزبية فالصوت له دور، وعلى المواطن أن يعطي صوته لشخص أهل لهذا الصوت. وعلى سبيل المثال: نحن في الانتخابات النقابية نعرف بعضنا أو نعرف بعض الشيء عن الدكتور الفلاني وهذا يساعد في الانتقاء الجيد. بينما نجد في انتخابات مجلس الشعب أو حتى الادارة المحلية ترشيح الأسماء دون أن يقدموا عن أنفسهم معلومات أو عن تطلعاتهم.. حتى يستطيع الناس الانتخاب بشكل حقيقي. ما هو الوعي الانتخابي وحول ما نراه من خلال الدعاية الانتخابية قال: هي عبارات قليلة، لا تعطي أي معلومة، علماً أننا اليوم نعيش مرحلة انفتاح وتعددية. والذي يذهب للانتخاب يجب أن يملك حداً أدنى من الوعي حول الأعضاء الذين سينتخبهم وماذا سيقدمون للوطن، وهل لديهم القدرة في ايصال الخدمة بشكلها الصحيح؟. ويشير مللي: إلى الانفتاح الديمقراطي الذي تعيشه سورية وهي تجربة بدأت تتطور وبالتالي على الناس أن يتأقلموا مع هذا الانفتاح الاجتماعي ويتخلصوا من الثقافات السابقة (مثل مقاطعة الانتخاب، أو الصوت مقابل المال و.. الخ) وإن كان هذا الوعي يحتاج إلى وقت وفترة زمنية حتى يفهمه ويتعوده الناس. ومن المهم في هذا الجانب أن يفكر من يرشح نفسه بمقولة وحقيقة « أضع نفسي في خدمة الناس، وليس من أجل أن يخدمني الناس» ليختم قائلاً: هناك مرشحون من الجامعات وهم يمثلون كافة طبقات المجتمع ولهم دور كبير في مجالات الحياة ولاشك أن قضايا الجامعة جزء من قضايا المجتمع. |
|