|
طلبة وجامعات بدأت تباشيرها الأولى من خصوصية القطاع الطلابي المبني أساسا على طاقات الشباب الإبداعية التي تجسدت مبادرات خلاقة على الأرض امتدت ظلالها لتطال مساحة الوطن الكبير . ومع تنامي دور هذا القطاع في الحياة السورية العامة برزت بشكل واضح مفاهيم ميدانية كرست التطوع ثقافة عامة عمل التنظيم النقابي الطلابي على تنميتها وتمكينها في سلوك الطالب وممارستها على أنها أساس في عمله اليومي ضمن خيارات واسعة تشابكت من خلالها المبادرات الطلابية وتنوعت انطلاقا من الهدف الأساسي للمخيمات التطوعية التي نفذها طلاب سورية في مناطق مختلفة ، والتي قدموا من خلالها نموذجا لا ينساه من استفادوا من خدمات تلك المخيمات الإنتاجية مهما مضى عليها من زمن . صحيح أن مبدأ المخيمات الطلابية الجامعية يشكل جانبا مهما من المنهاج الدراسي لبعض الكليات لكنه في الوقت ذاته يقوم على فكرة التطوع والمساهمة في تشكل شخصية الطالب التي تعزز لديه الشعور بالحاجة لمساعدة الآخرين وبناء وطنه عندما يتطلب الأمر ذلك. السنة الماضية بما حملته من آلام وأوجاع وجراح فرزت بالمقابل حالة من التسابق نحو الرد الحاسم على مشروع وحملات الاستهداف لسورية وشعبها ومقدراتها عموما وكان الشباب السوري في طليعة من هب بكل فئاته وفصائله ليثبت للعالم بأسره معدن الشعب الذي تربى على الوفاء والوعي والبذل والحياة الحرة الكريمة شعب لا يقبل بالذل والهوان ويعشق السيادة . هذا المناخ شكل بمجمله خصوصية السوريين وخصوصية سورية، والطلاب هم الفصيل الواعي الذي حمل الراية بشجاعة فانطلقت مبادراتهم التطوعية تحت مسميات مختلفة عززت ثقافة التطوع وخلقت حالة من الحراك الإيجابي بين صفوف الشباب والمجتمع ، كما قدمت الشباب المثقف المدرك لقضايا أمته ودوره في عملية البناء والتصدي والصمود، فغطوا الساحات الواسعة وملؤوا ميادين العمل والإنتاج وانطلقوا يعمرون الوطن بالمحبة والوحدة الوطنية التي صار فيها السوريون جميعا من لون واحد وطائفة واحدة . BASHAR.HAJALI@GMAIL.COM |
|