|
ترجمة وتسع وعشر سنوات كانوا جميعا يلعبون في أرض جرداء في جباليا شمال قطاع غزة.. ما كان يخطر ببال هؤلاء الأطفال ولا حتى في ذهنهم أنهم سيكونون في لحظة ما هدفا للطيران الاسرائيلي وأن حياتهم القصيرة ستنتهي تلك النهاية المريعة ظهيرة ذلك اليوم الخميس.. موت الصبية الأربعة يضاف كغيره إلى قائمة كثيرين أمثالهم من الأطفال والنساء الذي لقوا حتفهم بقذائف الطيران.. الرواية الاسرائيلية تقول: إن الغارة كانت تستهدف أولئك الذين يطلقون الصواريخ على المستعمرات الاسرائيلية, ترى ألا يعلم الجيش الاسرائيلي أن مطلقي الصواريخ لا يوجدون في هذه الأرض الجرداء حيث كان يلعب صبية صغار بعمر الورود! غزة تقطر دما بضحاياها الذين سقطوا خلال الأيام القليله الماضية من المدنيين, أطفال ونساء رضع لاتتجاوز أعمارهم أياما وشهورا, لقد ضرب أطفال غزة رقما قياسيا في الاستشهاد ولم يهتز الضمير العالمي.. بل يأتي موت هؤلاء الأطفال في إطار العقاب الجماعي والحصار المفروض على شعب بأكمله, ولم يكن لهذا الموت المريع وقع كبير في الأوساط الإعلامية, إدانة لا أكثر لعدوان يعتبر جريمة حرب كبرى, جريمة من جرائم كثيرة ترتكب يوميا بحق شعب لا ذنب له سوى, أنه يناضل من أجل نيل حقوقه بالحرية والاستقلال والعيش الكريم, لكن المجزرة تستمر بصورة عمياء والتصريحات تتعالى, باراك يقول (سنتابع عملنا بكل ما أوتينا من قوة) ومحمود عباس يرد بتعليق المفاوضات.. كيف يتحدثون عن السلام والمحاور يرد بالقتل والاعتداء, منذ سنوات واسرائيل ترفض أن تهب الفلسطينين أيا من حقوقهم بل وحرمتهم حتى من أسباب عيشهم وسجنتهم خلف جدار العار. كان بإمكان الولايات المتحدة التي تتابع العمليات العسكرية ساعة بساعة وتغدق بمساعداتها العسكرية على اسرائيل أن توقف هذا العدوان لكن بوش لايريد ذلك بل يتحاشاه والأمم المتحدة تأسف فقط لسقوط الضحايا.. الاتحاد الأوروبي يدين (الإفراط في القوة) وفرنسا ليست بأفضل منهم فهي لم تعبر عن رأيها إلا من خلال بيان ضعيف لوزارة الخارجية فمن دون شك عقل كوشينر في جهة أخرى وساركوزي مشغول في زياراته لعقد الصفقات التجاريه إن لم نقل في زياراتة السياحيه, والحكومة الفرنسيه مشغولة بهجومها على اليسار, وهمها التحضير لزيارة ساركوزي المرتقبه إلى تل أبيب, الأسوأ من هذا وذاك أنه في الوقت الذي يدعي فيه ساركوزي أنه سيعيد فرنسا إلى واجهة الساحة الدولية, نجده ينساق في ركب السياسة الأميركية وهو باصطفافه وراء الولايات المتحدة حكم على فرنسا أن تبقى في دبلوماسية لا معنى لها. في الوقت الذي يتوجب على فرنسا إحياء الأمل في عملية السلام وأن تقول للعالم: كفى حديثا عن السلام, لنصنعه, لنقص ِ منطق الحرب والحقد ونستبدله باحترام حقوق الإنسان . إن مصير الشعب الفلسطيني هو العصب الحي الذي يحرك آلام الشعوب كلها وبدون الاعتراف بحقوق هذا الشعب لن يعرف العالم الراحة ولا الأمان. |
|