|
مراسلون ,وهو الجسر الذي أنشئ بعد منتصف الستينيات,وتسميتهما بالمنصور والرشيد بدلا من القديم والجديد تعود للدكتور المهندس فيصل مصطفى الحسن,مدير السياحة في الرقة,أما الجسر الثالث فهو باعتبار ما سيكون. العناية المشددة جسر المنصور كان علامة فارقة في حياة الرقة,إذ سمح للرقة المعزولة بنهر الفرات,أن تتواصل مع العالم الخارجي,فتتدفق منها وإليها الناس والبضائع والثقافة.. هددت بريطانيا في العام 1946 بتفكيك الجسر,ونقله إلى اليونان إن لم تدفع سورية ثمنه,وقد وافق البرلمان السوري على دفع ثمن الجسر,وقد قدر آنذاك بمليون ليرة سورية,حين كانت الليرة تكاد تعادل الدولار.. انهار ثلث الجسر من جهة الجنوب فأعيد بناؤه في أوائل الستينيات,وطلي باللون الأخضر فسميناه الجسر الأخضر..! لم يتقاعد جسر المنصور حتى حين بنينا جسر الرشيد بعد منتصف الستينيات من القرن الماضي,فقد ظل مفتوحا للسيارات, وخاصة الصغيرة منها,وللمشاة أيضا, وقد حمل فيما بعد خط المياه الاحتياطي الواصل من مصفاة المياه إلى مدينة الرقة,إلا أنني رأيت فوق الجسر ثلاثة خطوط مختلفة الأقطار, ولا شك أنها تحمل الخدمات المختلفة إلى بلديات الشامية, وهذه الخطوط تشكل ثقلا كبيراً على الجسر, وكان يجب أن يتقاعد الجسر ويتحول إلى موقع سياحي يفتح للمشاة فقط,دون السيارات,وتقام عليه أكشاك للمرطبات وما شابه..وقد حاول مجلس المدينة ذات يوم (أن يكحلها فعماها), إذ قام بوضع رصيف رخامي بثلاثة ملايين ونصف المليون ليرة سورية فلم يكتف بإهدار المال العام بل واستخدمه فيما يضر الجسر فقد اصبح الرصيف ثقلا يضاف إلى ثقل أنابيب المياه خاصة وأن الجسر عانى من تشققات في أعمدته الاسمنتية القديمة بالإضافة إلى التشققات والخلل الذي لحق بالأعمدة التي تقع في الجسر الأخضر كما سميناه.. إن التشققات تزداد وتتوسع وكذلك الخلل أو الانزياحات ولذلك يحتاج الجسر إلى اهتمام على أن يبدأ ذلك بنقل أنابيب المياه وأنابيب الخدمات الأخرى وفتحه للمشاة فقط ليكون موقعا سياحيا نشم فيه رائحة النسيم الغربي والرطب في صيفنا الحار اللاهب..! وضع العوارض الاسمنتية الثقيلة التي تسد مدخلي جسر المنصور لمنع السيارات من أي نوع من عبور الجسر تكرر غير مرة دون جدوى فالذين لا ينامون لن يتركوا الجسر العليل الذي أنهكته الشيخوخة غير المعتنى بها فنحن لا نشفق عليه , ولا نحرص على راحته مع أنه يحتاج مثل البشر إلى عناية مشددة...! الجسر الوحيد لحركة المرور الثقيلة أما جسر الرشيد فقد أصبح عاجزا عن استيعاب حركة المرور المتزايدة إلا بصعوبة وستزداد هذه الصعوبة بل ستصبح خانقة بعد استكمال بوابة تل أبيض ووصول حركة العبور إلى طاقتها القصوى ويبدو أننا لا نسبق الزمن أيضا ولا نجيد العمل إلا ونحن تحت الخطر أما أن نعمل قبل أن يقع الفأس في الرأس فهذا أمر لم نعتده. وما دمنا نعمل بهذه الطريقة فإننا سندفع أكثر سواء أكان ذلك بسبب زيادة أسعار المواد وزيادة أجور الأيدي العاملة أم بسبب السيارات التي تحطم بعضها بعضا برعونة سائقيها...! دون أن نطيل نقول:تحتاج الرقة إلى جسر ثالث وقد تمت المطالبة به مرارا وتكرارا حتى قبل ما يعرف ( بإنماء المنطقة الشرقية) وحين أصبحت الحكومة تحكي عن إنماء المنطقة الشرقية تبنت إنشاء جسر ثالث على الفرات في الرقة ضمن نشاط إنماء المنطقة لكن الجسر ما زال فكرة غير مدعومة إلا بالإنماء المذكور.. أما متى فالله أعلم?! |
|