تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تتباهى بالكميات المنتجة والخسائر بالملايين

مراسلون
الأحد 9 / 3 / 2008
عبد الكريم البليخ

ما سبق, أن وقفنا عنده , وضعنا في موقف محرج حقا حيال القائمين على فرع الشركة العامة للمخابز الآلية بالرقة,

التي وبصراحة كانت قد أثارت ردود أفعال متباينة أظهرت في الواقع أن القائمين على فرع الشركة في واد ونحن في واد آخر.. إلا أن الواقع أثبت صحة ما ذهبنا إليه وتوقفنا عندها فيما مضى من خلال معالجتها للواقع المأساوي لهذه المخابز ومشكلات صناعة الرغيف السيئة, وبالرغم من إنتاجها الوفير الا أن الخسائر المالية لاتزال تلاحقها ولطالما تشكل حاجزا ما بين المسؤول والمتابع لهذه المخابز التي نستغرب حقيقة ما يجري فيها?!.‏

وإذا ما حاولنا الوقوف عند حصيلة الأرقام التي سجلتها جداولها للعام الماضي 2007 على وجه التحديد فإنه ترعبك الخسائر التجارية و الصافية التي تركت ردود أفعال مثيرة للجدل من قبل المتابعين لها, ناهيك عن الخسائر الأخرى إذا ما أضيف إليها هامش ربح أكياس الخيش التي طالما تسجل ريعية اقتصادية كبيرة!‏

وإذا ما حاولنا أن نحصي الكميات المباعة من الخبز فإنها حققت 15739 ألف طن, يقابلها 10854482 مليون ربطة, في حين أن نسبة التنفيذ 131%.‏

أما إذا ما وقفنا عند الخسائر المالية فإن فرع المخابز الآلية ممثلا بمخابزه الثلاثة حقق خسائر مالية لافتة وصلت إلى نحو 6 ملايين ليرة!.‏

وإذا ما أضفنا إلى ذلك عوائد أكياس الخيش التي سجلت هي الأخرى نحو 5427241 مليونا.. فان مجمل الخسائر المالية تتجاوز ال 11 مليون ليرة!!‏

أما الصورة الأخرى التي يمكن أن نقف عندها, ما مبرر زيادة الكميات المنتجة بالنسبة لمخبز الجلاء الآلي التي تجاوزت ال 200% وإنتاجه الذي لايمت للرغيف بصلة وإن سجل إقبالا منقطع النظير من قبل مربي الثروة الحيوانية, وهذا بسبب شح المادة العلفية والظروف الجوية السائدة!.. حيث وصل سعر الكغ الواحد من مادة الشعير إلى أكثر من 23 ليرة. وهذا ما دفع مربي الثروة الحيوانية إلى اقتناء الرغيف ..!‏

وبالرغم من ذلك فإن الخسائر لاتزال تلازم فرع الرقة عاما بعد آخر..!!‏

فأيهما نصدق?‏

هل نصدق واقع الإنتاج الوفير أم القائمين عليه?.‏

وإذا ما حاولنا الوقوف عند جولة السيد المدير العام للشركة العامة للمخابز مؤخرا والتي أثمرت عن إعفاء اثنين من مديري مخابز الفرع.. وهذا ما يؤكد وجود خلل قائم في هذه المخابز التي سجلت تراجعا لافتا سواء أكان ذلك في إنتاج الرغيف, أو في حصيلتها المالية, خسائرها الكبيرة.. على الرغم من تحديث خطوط الإنتاج وتجديد آلياتها, ووفر اليد العاملة التي مازالت تعيش في دوامة المعاناة!‏

وكنا نأمل أن تحافظ هذه المخابز على نوعية الإنتاج وجودته التي ظهرت بسوية عالية أثناء جولة السيد المدير العام على مخابزها, وهذا ما يثير أكثر من تساؤل!‏

بعد كل هذا وذاك فإن إدارة المخابز الآلية في الرقة يبدو أنها مازالت بعيدة كليا عن إيجاد الحلول الكفيلة للنهوض بمخابزها وتجاوز العقبات وإنتاج رغيف بمواصفات جيدة, والوقوف على الخسائر المالية التي مازالت وللأسف تكرر نفسها في كل عام بين دفتي الميزانيات الصادرة!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية