تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرحلة الامبراطورية في الممالك العثمانية

دمشق عاصمة الثقافة
الأحد 9 / 3 / 2008
فادية مصارع

أتى الربيع مبكرا هذا العام لأن دمشق تألقت فيه عاصمة الثقافة العربية, وعاودت ألقها وجددته وهل كانت في يوم,

مذ وجدت غير شامة الشرق وحاضرة الأمم التي تعاقبت على سكناها, وملاذ الأحرار الذين يأتونها من كل فج يتشممون تربها, وينعمون بأفياء غوطتها ويتنسمون عبق الحرية, ويتنشقون نسمة للإبداع الإنساني المستمر, بل الممتد من الأزل إلى الأبد.‏

بهذه الكلمات قدم د. عبد النبي اصطيف للعدد 57 من آفاق ثقافية دمشقة, مؤكدا أن الهدف من إصدار كتب دمشقية ضمن السلسلة هو معاينة دمشق ذاتها وتدبر صلاتها بالآخر, وتأمل موقعها في العالم من خلال إظهار ألوان من الإبداع الشآمي والعربي والعالمي على مدى عام .2008‏

الكاتب والروائي الدمشقي خيري الذهبي الذي تجلت دمشق بكل ما فيها في رواياته وقصصه, بكل ما في إنسانيتها من دفء وحنين عام إلى احتضان الكون كله عهدت إليه الهيئة العامة للكتاب العمل على هذه السلسلة, وقد بدأها بجمع شمل الشام كلها من خلال الحديث عن رحلة قام بها الامبراطور الألماني فدلهيلم الثاني في خريف 1898 م حيث زار كلاً من سورية ولبنان وفلسطين قادما إلى الاستانة عاصمة الامبراطورية العثمانية, في الكتاب الذي نظم عقده ابراهيم الأسود المؤرخ والشاعر والصحافي المعروف صاحب (جريدة لبنان).‏

اللافت كما بين معده الذهبي أن تلك الرحلة كانت بمثابة حصاة ألقيت في مستنقع السكون العثماني نظرا لاهتمام الناس الشديد بتلك الزيارة الذي فاق المتوقع..‏

وفيه ينقل لنا خيري الذهبي الحكايات الكثيرة التي حصلت في كل مدينة زارها الامبراطور الألماني والعثماني, وبعض القصائد الطويلة التي كتبت في الترحيب والمدح لهما.‏

ويصف كما أشار د. اصطيف العلاقة الغريبة التي جمعت بين الآخر (الغربي) والأنا (العربي) الذي كان آنذاك مملوكاً ب (الآخر) العثماني وربما كان حافزا لقرائه المعاصرين على إعادة النظر في علاقتهم بالآخر ومعرفتهم به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية