|
شؤون ثقا فية أول رسالة لعاشقة... تحمل الكثير الكثير وفي أول كل شيء يختلط كل شيء ببعضه البعض.. تقول ماري رشو عن كتابها الأول الذي صدر عام ..1989 تسربلت بالفرح.. وكنت جديدة على نفسي ومجتمعي وبيتي.. أتاني شعور التميز.. وأمور أضفت على تلك الأيام مزيدا من المسؤولية... والاهتمام بغية المحافظة على المستوى اللائق للجديد الذي وصلت اليه . أعترف أنني تلك الأيام نسيت التجربة التي خضتها قبل عام من ظهور الكتاب ونسيت لهفتي واندفاعي خطوة إثر خطوة, بينما نصب عيني صورة لغلاف لم أكن أدري شكله .. أطلعتني الدار يوم ذاك على مجريات الأمور بعد حصولي على موافقة بالنشر.. ولكن ظهرت مشكلة (عويصة) وهي شح بالورق المخصص للطباعة.. و بالتالي هذا سيعيق الانجاز السريع وتحقيق الحلم .. الأهم في حياتي .. اعترف اني أصبت باليأس ولكن قدرة إلهية ألهمتني وزودتني .. بجرعة من الامل .. وأرشدتني نحو طريق يخلصني من قلقي حيث قمت بالسؤال عن المسؤول عن توزيع الورق.. وعرفت انها المؤسسة الاستهلاكية بدمشق.. وسافرت على الفور بعد اجراءات واتصالات سهلت علي المهمة.. قابلت مدير المؤسسة آنذاك محمود الفلاح.. واعطاني وعداً بتأمين ما يلزم من الورق لطباعة الكتاب... ولكن ما حدث بعد ذلك أحبط عزيمتي فقد اكتشفت أن كتابي لم يبرمج ضمن الصادرات الجديدة..واتصلت بالدار التي أكدت ان ما حصلت عليه من أجل طباعة الكتب لم يرد عنوان كتابي بينها .. ولأنني حملت وعد المدير العام كل الثقة خرجت في الصباح الباكر في باص الكرنك والقصد دمشق.. ولكن هذه المرة لائمة معاتبة .. إذ لم يفي المدير بوعده لي.. وبعد الحديث معه أكد أن كتابي يشمل موافقته أيضاً.. طلبت منه موافقة خطية. . لأخذ الورق اليدار النشر بنفسي .. وكان لي ما أردت ..و قع الطلب بأمر ينص على تسليمي أربعة مواعين ورق شكرته من أعماقي وخرجت ..قررت المحافظة على عنصر المفاجأة التي ستصيب صاحبة الدار.. لتبدأ تجربتي مع أول كتاب.. أوقفت سيارة أجرة وأمليت عليه العنوان قائلة: حوش بلاس.. وانطلقت السيارة تتبعها احلامي .. امتد الوقت وقارب الساعة.. الى ان توقفنا وقال : هنا حوش بلاس.. |
|