تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عرض (أجزاء).. حالات من البوح

شؤون ثقا فية
الأحد 9 / 3 / 2008
آنا عزيز الخضر

صالة مسرح الحمراء بدمشق استقبلت هذا العام عروضاً متنوعة وبأساليب مسرحية حملت أشكالاً فنية اختلفت من عرض لآخر

كان عرض (أجزاء) أجزاء تتكامل وإن ابتعدت عن الخطوات التقليدية المتبعة في العروض المسرحية, حيث انفصلت خطوطها الدرامية ضمن تكوينة أساسية تنصهر فيها جميع الحالات المطروحة متلاقية في مساحات من البوح الانساني الذي يغتني بلحظات مكتنزة بالحب. إذ يتكون العرض من التتالي لومضات متفرقة منزوعة من حبكات لصراعات درامية حياتية, وصلت الى قيمتها, فتم تسليط كواشف وضاءة عليها تعود لعرض (أجزاء) كونّت اللوحات واللقطات وحدة درامية مبدية الانصهار الكامل من فكرة واحدة /الحب كرابطة انسانية متفاعلة مع ظروف حياة متباينة وضاغطة/.‏

قصص حياتية لثنائيات يجمعها الحب, يطفو عليها الانسجام أحياناً والتناقض أحياناً أخرى, محبة مطلقة وأحياناً نفور ثم متناقضات كثيرة يتم البوح بها على مستويات أدائية متعددة حيث اختلفت المفردات المسرحية وآلية تعبيرها ما بين الثنائيات المختلفة ثم توجت الحالات برقصات تعبيرية وفواصل كانت متكاملة مع ذالك البوح الانساني والحياتي, إذ يتسلل الواقع من بين تلك السلوكيات المحكومة بواقعية الحياة,فهناك تعذر واضح للحسم في إطار التسلسل المنطقي لسيرورة تلك الحالات المجتزأة من وقائع انسانية تبتعد عن التنظيم الفني والتكتيك المفترض اتباعه ضمن الخطوات المسرحية المطلوبة, لكن نفس الحالات انطلقت من عالم من العفوية والتلقائية البعيدة عن الجزم تحديداً كون الأمر يرتبط بالعلاقات الانسانية تلك التي تبتعد نتائجها ومسيرتها عن الشكل المجرد أو المطلق المحدد فكل حالة تعبر عن ذاتها ومشاعرها دون الحشر للمبررات او مسوغات الفعل الحاصل فالثنائيات يربطها الحب فيحكم سلوكياتها وتصرفاتها بروح انسانية تنطلق في عوالم رحبة ودون قيود إلا لحالتها الانسانية .‏

إن كان في الحالة الحياتية أو الادوات المسرحية المعبرة مسورة بمجملها برؤية مسرحية فيها الكثير من التجريب و الحضور لتقنيات الممثل وخصوصيته.‏

النص والاخراج /أمجد طعمة/مأخوذة عن أفكار منشورة في جريدة /السفير/ للاعلامي /طلال سلمان/ جسد الشخصيات المسرحية /رغدة الشعراني/,/شادي مقرش/,/لاوند هاجو/,/لميس منصور/,/لمى الحكم/,/أيهم مجيد آغا/.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية