|
رؤية لنلاحظ جيدا أن الازدواجية في المعايير عارية تماما خلال الأحداث الثقافية الأخيرة , ومنها إعادة نشر الرسوم السيئة في 17 صحيفة دانماركية , ثم قالوا إن الأمر تم دون تنسيق , ثم أتى وزير أوروبي فدعا كل صحفهم لإعادة نشر الرسوم تضامنا مع أبطالها . لنلاحظ أن نائبا هولنديا يدعى جيرت فيلدرز ينتج فيلما يهاجم فيه القرآن ويقول لصحيفة الأوبزرفر البريطانية أنه يكره الإسلام , ثم يكتفي متحدث رسمي أنه سينظر في الموضوع . لنلاحظ أن فضائياتهم خصصت مساحة واسعة استمرت عدة ساعات حول ما حدث في المدرسة التلمودية في القدس , بينما مرت مرورا سريعا على المحرقة الصهيونية في غزة ولم تعرض صور الرضع الذين أحرقتهم آلة الحرب الإسرائيلية . لنلاحظ أخيرا أن بعض الفعاليات الثقافية الأوروبية مثل معرضي تورينيو وباريس ومهرجان مونس تسابقت إلى الاحتفاء بذكرى قيام إسرائيل وتجاهلت ما قام به الصهاينة من مجازر , وعندما انسحب المخرجون العرب من مهرجان مونس واعترضوا برر مديره الذي ينزل ضيفا مكرما على المهرجانات السينمائية العربية بأنه لا يملك من الأمر شيئا وادعى أن الحكومة هي المسؤولة عن هذه الاحتفالية. وهكذا نلاحظ جيدا الازدواجية في استخدام حرية التعبير , وأنها ليست سوى ورقة لعب يستخدمونها لتحقيق ما يشاؤون ويعرضون عنها عندما لا تخدم أفكارهم , وطبعا هناك وجهات نظر إيجابية لكنها للأسف تضيع في هوجة الاستفزاز والعداء السافر للعرب . |
|