|
عين المواطن قضيتنا اليوم ليست أطباء بلاحدود, بل أطباء بلامأوى يتابعون اختصاصاتهم ليكونوا رافداً حقيقياً في المستقبل, همهم الوحيد ان يجدوا مأوى بعد عودتهم من مشافيهم التعليمية. يبحثون عن مأوى مئة وثمانون طبيباً تخرجوا حديثاً وصدرت نتائج قبولهم في الدراسات العليا لإكمال الاختصاص وجدوا أنفسهم بلا سكن قادمين من مناطق بعيدة, استبشروا خيراً بتعميق اختصاصهم الذي طالما حلموا به خلال دراستهم الجامعية التي هي حصيلة اكثر من /18/ عاماً من الدراسة, وكانت النتيجة عدم تأمين مأوى لهم في السكن الجامعي. بعضهم يقيم بالفنادق وينتظر يوم الخميس بفارغ الصبر للسفر الى حيث يقيم توفيراً لاجار ثلاثة ايام ومن ثم العودة صباح الأحد الى المشفى لقضاء يوم كامل بين المرضى , وبعضهم الآخر يدبر نفسه على طريقته ,وفي كلتا الحالتين إرهاق وتعب وقلة نوم ماينعكس سلباً على تحصيلهم العلمي ومتابعة مرضاهم. علماً ان راتب الطبيب خلال سنته الاولى لايتجاوز /6750/ ليرة سورية وهو بالكاد يكفيه كمصروف شخصي إذا ماقورن بأسعار الايجارات المرتفعة واسعار المواد الاستهلاكية. هؤلاء لم يتركوا باباً إلا وطرقوه بدءاً من رئىس هيئة الدراسات العليا الذي كان يعدهم دائماً بمعالجة الموضوع وايجاد سكن لهم في المدينة الجامعية,وهكذا مضت الاسابيع والأشهر دون ان يصلوا الى نتيجة. رفعوا قضيتهم الى السيد وزير التعليم العالي وطال انتظارهم وتكررت مراجعاتهم التي لم تجدِ نفعاً, ويختم هؤلاء رسالتهم بطلب الرحمة وتوفير ادنى متطلبات الحياة وهي غرفة صغيرة في سكن جامعي. الأولوية لطلاب الجامعة بدورنا للوقوف على حقيقة الموضوع وتحديد المسؤولية توجهنا بالسؤال الى الدكتور عامر مارديني نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الادارية وشؤون الطلاب الذي أجابنا مشكوراً انه ومنذ سنوات تم تخصيص وحدة سكنية لطلبة الدراسات العليا من الذكور في مدينة الباسل الجامعية وتخصيص غرف للطبيبات في سكن الممرضات, لكن ليس لدى جامعة دمشق القدرة حالياً على استيعاب جميع طلبة الدراسات العليا بعد ازدياد عدد طلاب المرحلة الجامعية الأساسية الذين لهم حق الاولوية بالاستفادة من السكن الجامعي اكثر من طلبة الدراسات العليا الذين يعتبرون موظفين لدى الدولة ويتقاضون رواتب شهرية, وهم يعملون لصالح مشاف هي معنية أساساً بتوفير المسكن والمأكل لهم. لسنا مسؤولين مدير مدينة باسل الأسد الجامعية المهندس أحمد الزعبي أكد بدوره أن المدينة غير مسؤولة عن توفير السكن لطلبة الدراسات العليا, فهؤلاء يعتبرون طلاباً مقيمين يتدربون ويتابعون اختصاصاتهم ضمن المشافي وهي المسؤولة عنهم في حين يستفيد من السكن طلبة المرحلة الجامعية الاولى حسب النظام الداخلي. ومع ذلك تم تخصيص الوحدة التاسعة عشرة لطلبة الدراسات العليا ممن يعملون في مشافي المواساة والأسد الجامعي والاطفال, وكما هو معلوم هناك ضغط شديد على المدينة الجامعية التي أصبحت تستوعب اضعاف ماهو مخصص لها وقد تم هذا العام قبول جميع الطلاب المتقدمين ممن انطبقت عليهم الشروط واهمها شرط النجاح. وشهدت المدينة تطوراً كبيراً وملحوظاً من حيث الخدمات وقبول الطلاب وإحداث ميزات جديدة, فهي تضم/22 / وحدة سكنية تستوعب/12/ الف طالب وطالبة. لنا كلمة يبدو أن المشكلة تبقى ضمن إطار الجامعة, وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها يحدونا امل كبير بتحريك الموضوع وإيجاد حل لهؤلاء الطلبة ضمن المشافي التي يعملون لصالحها لأن همهم الوحيد أصبح البحث عن مأوى وليس البحث العلمي والمتابعة والتحصيل. |
|