|
عيادة المجتمع الآنسة شيرين خليل تقول: أظن أن الحرية الشخصية هي أساس العظمة وأساس الحياة لكن هذا لا يعني أنه ليس للحرية حدود فكل شيء له حدود إلا أن هناك أشخاصاً يفهمون الحرية بطريقة خاطئة فيسلكون أنماطاً معينة في حياتهم تؤثر على علاقاتهم مع المحيط الخارجي.. أما عندما نسمع الطفل يقول لأمه ( أنا هيك, أنا حر) طبعا هو لا يعرف معنى هذه الفكرة وانما قد يكون حصل عليها من أفراد البيت أنفسهم أو صديق في المدرسة أو في الشارع لذلك يتوجب على الأم أن تعلم طفلها معنى الحرية بأسلوب مبسط وسهل ومنذ السنوات الأربع الأولى في حياته.
السيد عبد الله هلال طالب فلسفة: أعتقد أن الإنسان هو الذي يصنع حريته من مبادئه ومن بيئته وأهدافه فمسألة الحرية والجبرية مسألة موجودة ومهمة جدا وهي تشمل الأنثى والذكر معا. أما الخطوط الحمراء للحرية فهي تعني وجود حدود ترتبط بالعادات والتقاليد وطبيعة البيئة التي يعيش فيها ولكن هناك تجاوزات كثيرة لهذه المسألة من قبل الفئات الشبابية تحديدا فبعض الأشخاص عندما يصلون إلى المرحلة الجامعية يصابون بصدمة حضارية ويعتقدون أن من حقهم فعل أي شيء دون اعتبارات إنسانية أو مجتمعية وايضا مشكلة الطلاب الذين يسافرون إلى الدول الغربية ويعتقدون أنهم ملكوا أبواب الحرية فينسى هذا الطالب خلال ثلاث أو أربع سنوات ما تربى ونشأ عليه من مبادئ خلال عشرين سنة.
وتعتبر الموضة مشكلة حقيقية هذه الأيام عندما يربطونها بمسألة الحرية وبدل أن يتركوا العنان لحرية الفكر والعقل يتركون أنفسهم رهن ملابس الموضة والكلام الذي لا معنى له. السيد محمد عرموش يقول: لاتوجد حرية مطلقة والإنسان داخل منزله ليس حرا بكل شيء.
وأقصد أن هناك حدوداً للحرية في كل شيء وفي كل مكان في البيت والعمل والمدرسة والشارع لأنه لو ترك كل انسان ليفعل ما يريد فسوف يخرب المجتمع. أما ما نلاحظه اليوم من مظاهر الحرية فهي حرية مستوردة وليست نابعة من الذات وليس لها علاقة بقيم مجتمعنا لأن الحرية التزام قبل كل شيء. الآنسة ريم محمد مغربي تقول: الحرية شيء جميل وأعتقد أن إبداء الرأي وحرية اللباس والاختيار للاشياء الشخصية وطريقة بناء المستقبل هي أبسط أنواع الحرية. وأعتقد أن حدود حريتي تنتهي عندما يكون ما أفعله يؤذي الآخرين وهذا ليس تقييداً لأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان أنه مقيد في بعض الأشياء وعليه أن يتقبل ذلك .
السيد رامي الشيخ يقول: حريتنا أن نختار قيودنا التي يجب أن نقف عندها بأنفسنا وبشكل مسؤول أي أن يكون اختيارنا لقيودنا بشكل يسمح لنا بالتحرك ضمن ( القواعد الموضوعة بحكم وجودنا ضمن البيئات التي نعيشها (الأسرة والمجتمع) فلا تعارض بين النظام والحرية , والعلاقة بين هذه العناصر الثلاثة (الحرية والنظام والحس المسؤول) علاقة متبادلة أي خلل بأحدها سيخل بالباقي. السيد علي عرابي يقول: إن عبارة (تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين) على ضعفها فإننا لا نطبقها بينما تظهر الأنانية واضحة في معظم تصرفاتنا والأمثلة متعددة ابتداء من رفع صوت التلفاز وخاصة أيام الامتحان إلى الوصولية والانتهازية وسرقة الفرص والصعود على اكتاف الآخرين حتى ولو كانوا ضعفاء وخاصة تحكم اصحاب الشأن بمرؤوسيهم فمثلا: طلب مدير عام الشركة التي أعمل بها تغيير كلمة ( آلو) التي أرد بها على الهاتف لأنها لم تعجب زوجته على حد تعبيره.. أحسست بغصة أليمة وشعرت أن طريقة كلامي تدخل في صميم حريتي الشخصية. حسام أبو عاصي يرى أن مفهوم الحرية يختلف باختلاف المجتمعات ففي الوقت الذي يحق للابن في المجتمعات الغربية بعد سن 18 سنة أن يفعل ما يريد دون سلطة الوالدين نرى هذا المفهوم مختلفاً في مجتمعنا وليس من حريتي أن استمتع بالضجيج المنبعث من سيارتي بينما ينزعج مئات الناس من حولي والشيء نفسه ينطبق على التدخين أو ارتداء فتاة لباساً مغرياً لا يتناسب مع عاداتنا وقيمنا المحافظة. |
|