تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


"خفض التصعيد" وتأهيل الإرهابيين

نافذة على حدث
الخميس 5-9-2019
راغب العطيه

تكشف الخروقات المتواصلة لاتفاق خفض التصعيد من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومن معه ممن يسيطرون على إدلب وأهلها،

بشكل لا لبس فيه أجندات ضامني التنظيمات الإرهابية في أنقرة، والرغبة الإرهابية المتأصلة في نفوس أردوغان وطاقمه المحيط به، لمواصلة الدفع بأدواتهم الإرهابية المنتشرين في الأراضي السورية كي يستمروا بأفعالهم الوحشية كلما سنحت لهم الفرصة.‏

ويوضح الخرق الذي تم تنفيذه بواسطة الطائرات المسيرة مؤخراً من جديد استمرار داعمي الإرهاب بتوريد الأسلحة النوعية بشكل ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي أكدت بمجملها على ضرورة وقف التمويل والتسليح وكل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية.‏

ومن يستعرض سنوات الحرب الإرهابية القذرة على سورية، يلاحظ أن هناك توافقاً بين رعاة الإرهاب الغربيين والإقليميين، على إثارة الهجمة الإرهابية كلما تراجعت وتهالكت قواها بفعل صمود الشعب السوري وبسالة جيشه، وذلك من خلال تبادل للأدوار التي يرسمها الأميركي بصفته صانعاً للتنظيمات الإرهابية بكل أشكالها وتسمياتها ومشرفاً على أفعالها الإجرامية والتدميرية بحق السوريين ودولتهم بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الداعمين الذي يأتمرون بأمر واشنطن.‏

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت القوات الأميركية ومن معها بفعل الإرهاب، نيابة عن داعش والقاعدة ومن لفّ لفهما مرات عديدة وارتكبت مجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق المدنيين الآمنين، كما أنها دمرت مدناً كاملة وبنى تحتية وجسوراً ومدارس وغيرها، ومدينة الرقة تشهد على ذلك.‏

أما والحالة كذلك فإن سياسة ترامب وأردوغان وجميع أطراف العدوان على سورية، والتي جميعها ماضية في دعم الإرهاب ورعايته، هي دائماً تستخدم اتفاقات خفض التصعيد لإعادة تأهيل الإرهابيين من جديد كي يواصلوا المهمة الموكلة لهم، الأمر الذي يجب أخذ الحيطة والحذر منه، لأنه لا يمكن أن يجلب سلاماً لسورية، وبالتالي ليس أمام السوريين إلا متابعة حربهم على الإرهاب بكل تصنيفاته حتى تطهير آخر شبر في ربوع سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية