|
حدث وتعليق والذي سيشكل له عقبة أمام أي مفاوضات مستقبلية، يستجديها من تحت الطاولة وعبر الوسطاء، ولكون ذاك السلم لا يقف إلا على ثلاثة أرجل، تنطحت فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإنقاذه، بالتزامن مع الرسائل التي يبعث بها ترامب عن تلك الشجرة منتظراً الرد الإيراني على أحر من الجمر، للقبول بمحادثات تنقذ ماء وجهه المعفّر بالخيبات. الحكومة الإيرانية التي تقف على أرض صلبة، ترفض بدورها أي مفاوضات ثنائية، لكونها فقدت الثقة بأميركا، حيث الأخيرة تنصلت من كل الوعود والالتزامات بحضور تلك الدول والشهود، فكيف بها إذا كانت محادثاتها المفترضة على هذا الشكل؟! ولهذا حذرت واشنطن من أي تصرف، عبر تخفيض التزامها بالاتفاق المذكور. فإيران تعرف أكثر من غيرها أن الأوروبيين لا يستطيعون حل المسألة، لأن إمكاناتهم أمام الشريك الأميركي ضعيفة، لكنها من باب التعاون والانفتاح على مبادرات الحل تجاوبت، وتنتظر ما سيفعله أبناء العجوز، في الوقت الذي لن تكون فيه سعيدة باختبار صبرها، لأنها لن تتوانى عن القيام بما ينقذ برنامجها النووي السلمي، ولاسيما أن التوترات مع واشنطن قائمة أصلاً، وليست بحاجة لما يحركها، حيث الاتهامات الأميركية جاهزة دائماً والسياسة العدوانية حاضرة، والتصريحات التي ترفع منسوب هذا العداء يطلقها مسؤولو البيت الأبيض بمناسبة وغير مناسبة، رغم النفي الإيراني لأي اتهامات، وإثبات سلمية البرنامج من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفتشين الدوليين. المفاوضات الثنائية التي يسعى إليها ترامب مع طهران، تؤكد موقفه الضعيف الذي لا يحسد عليه، في وقت يشكل فيه تمسك الإيرانيين بمفاوضاتها مع شركاء الاتفاق النووي دليلاً على أن لديهم حقوقاً مشروعة لا ينوون التنازل عنها، والكرة باتت في ملعب هؤلاء الشركاء، ولاسيما أن العودة إلى ما قبل الاتفاق المذكور سهلة ويسيرة، بينما واشنطن أمام خيارين إما الالتزام بشروط الاتفاق، و رفع العقوبات بشكل نهائي عن إيران، أو الاستعداد للعواقب الناتجة عن huss.202@hotmail.com">الانسحاب. huss.202@hotmail.com |
|