|
أورقة محلية الألق للصحافة الورقية، الميدانية، إذ يقدم للقراء على اختلاف شرائحهم، صورة واقعية حيوية، عن الحدث السوري -الراهن - الكبير: معرض دمشق الدولي، الحيز المجسد على امتداد 100 ألف متر مربع، الحراك السوري العنيد والجريء في زمن الحرب، للبقاء والتقدم. ولعل الاستبيان في نسخته الجديدة، وقد نشر قبل أيام في جريدة الثورة، تأكيد لنضج إعلامي يرى في الجريدة صوتاً للناس، وعوناً للمؤسسات العامة والخاصة، وبهجة للقراء. فهذا الأداء الميداني الجماعي، يعيد الأمور إلى نصابها، بعيداً عن التنظير والإنشاء والاستخفاف والشتائم (ولا سيما ما نشهده على وسائل التواصل وخاصة الفيس بوك)، بل نراه في الاستبيان، إصغاء للناس وقديماً قيل: ألسنة الناس أقلام حق، وإذ نلمس أنه حقل أرقام وهي نتاج بحث شاق وتفريغ لإجابات على أربعة عشر سؤالاً أساسياً، لعينة كبيرة من زوار المعرض، فإن أول فائدة نربحها، أننا نعتمد الرقم كمعيار للصواب أو الخطأ، ومعروف أن لا علم بلا أرقام وأن العلم نور، وبعيداً عن المباشرة والخطابية والإنشاء، يوفر هذا الاستبيان، عبر أداء إعلامي ميداني، دعماً كبيراً لمؤسسة وطنية، تحتضن في المعرض، البلد كله، يقول لها بلسان الناس: الله يعطيك العافية، فثمة 98،6% من المشاركين في الاستبيان ينصحون الآخرين بزيارته و93،3% من العينة التي تمثل أكثر من 200 ألف زائر في ذاك اليوم، قالوا إن التنظيم تحسن أي إن المعرض هذه السنة أفضل وأنه منهل معرفي، علمي وثقافي ذلك أن 51،5% جاؤوا للاطلاع، وهو منتزه شعبي كبير (27،40) جاؤوا للتنزه، وإذ أرى في استبيان الثورة في جزئه الأول المنشور قبل أيام، منارة متوهجة لأداء إعلامي وطني نبع من قلوب وعقول مخلصة ورصينة ومحبة للوطن - سورية - واستند إلى العمل الميداني وهو سر الموضوعية والتشويق، وإلى السؤال، وهو (نصف الحقيقة)، وإلى التعاون والروح الجماعية وهما قوة جبارة، فلقد أثمر عملاً صحفياً مبهراً حقاً، بمثله ترسخ الصحافة الورقية حضورها وأهميتها في حياة الوطن والشعب. |
|