|
الثلاثاء 8-10-2013 عن الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر- تشرين اتحدث، فللمرة الاولى منذ اربعين عاماً مضت عليها تأتي بمعنى آخر وبرؤية أخرى كما يراها ويحتفي بها الشعب العربي عموماً ومصر وسورية على وجه التحديد باعتبارهما المعنيين في هذه المعركة قبل اربعين عاماً مضت والمعنيين الآن بما هو واقع وبما هو مستهدف. اربعون عاماً واعداء الوطن العربي هم انفسهم ماضون في مخططهم الاستعماري بكل الطرق والوسائل للاجهاز على كافة مقوماته التاريخية والثقافية والعقائدية.. اربعون عاماً لم يكف العدو عن الاستمرار في استجلاب واستحداث وسائل لفك وحدته الطبيعية وحتى العقائدية حتى كاد ان يصل الى محطته الاخيرة في السنوات الثلاث الماضية. منذ ايام قليلة خرج علينا الاستاذ محمد حسنين هيكل ليعلن ما كان يردد في بعض المصادر وبعض المنتديات ربما بصوت خفيض من ان الرئيس السادات دخل حرب اكتوبر- تشرين بهدف التحريك بينما دخلتها سورية حافظ الاسد بهدف التحرير، مضيفاً ان الرئيس السادات انصاع لوقف اطلاق النار بدون ان يخبر قيادة الجيش العربي الاول اي سورية، يقول هيكل: ذهبت اسأل الرئيس السادات، هل اخبرت الرئيس حافظ الاسد بما اتفقت عليه مع كيسنجر لوقف اطلاق النار فرد قائلاً: سيخبرهم الروس.. هيكل والشهادة له يقر: لو لم يخن السادات سورية لوصلت لما بعد الجولان. هي لحظة فاصلة في تاريخ الوطن تتجلى تداعياتها اليوم قبل اي وقت مضى، غابت فيها المراجعات الرسمية ونقد الذات من انها كانت لحظة ضرب الوطن في سويداء القلب لتتمزق الجمهورية العربية المتحدة مابين جناحين ليستمر هذا التمزق حتى باتت الامة العربية جسداً ضغيفاً ينفرد العدو الطبيعي بقضمه قطعة قطعة ولاسيما وقد بات العالم قطباً واحداً في ظل تفكك القطب السوفييتي. ولم يكتف العدو بشق الصف ونهب الثروة والتحكم في ارادة ما يزيد على نصف خريطة الامة والاصرار على افقار الشعب رغم الثروات التي نهبت ليستأثر بها حفنة من الملوك والامراء والمشايخ والرؤساء ومن يدورون في فلكهم. صار الاستسلام سلاما فاستباح الوطن، صارت العزة والكرامة والاستقلال تخلفا وانعزالا عن متطلبات العصرية.. انكفأ الشعب العربي واستكان، واستمرأ الحكام الانبطاح ولم يستكن العدو فبحث عن لحظة فكانت عندما ضاقت الجماهير سواء في تونس ومن بعدها في مصر بواقعها المعاش وهي التي سبق لها على مدى اعوام تعلن عن هذا الرفض في ظل استخفاف نظمها الحاكمة والمتحكمة بما كونته هذه الانظمة ومن طبقة حولها تساعد في تضييق الخناق على الملايين المقهورة في تونس ومصر، هنا اختارت واشنطن اللحظة لتحقيق مشروعها الفوضوي ليمتد على خريطة الوطن بدأته في ليبيا باستخدام احدث ما لدى الناتو من وسائل للإبادة، لتستدعي ما قامت بالوكالة عن طريق السعودية وقطر واردوغان كافة المكونات التي صبغت نفسها بعباءة الدين وامرت موردي هؤلاء بفتح الخزائن التي راحت تهيل عليهم الاموال واطلاق الفتاوى التي لم يسمع عنها ولم ينطق بها الاسلام منذ البعث المحمدي، وتجهيز واعداد اقوى آلة اعلامية ممتدة بطول الارض والسماء تهدف فيما تهدف إلى غزو العقل العربي كله والعقل العالمي جله بما تم التخطيط له لتحقيق المشروع الاستعماري الجديد القديم. يبقى السؤال: ها نحن نرى بأم أعيننا تهاوي المخطط الاستعماري واستعادة الجماهير وعيها وانقلاب السحد على الساحر وبزوغ نظام عالمي جديد بدأت ملامحه تتجلى وانكماش القطب الأوحد وتفكك الآلة الاعلامية الجبارة وسقوط ما كانت منها لها الانبهار وانكشاف زيف من افتوا لإنجاح المخطط الاستعماري الكوني باسم الاسلام الحنيف، السؤال: بسبب ماذا..؟ يبقى السؤال: اي قوى جبارة دفعت ما يزيد 30 مليون مصر لأن يزلزلوا الارض لاقتلاع من قدموا انفسهم على مدى ثمانين عاماً بأنهم يمتلكون الطريق الى الجنة مبتغاة.. يبقى السؤال: من دفع ما يزيد على 90 مليون مصري اليوم وفي الذكرى الاربعين لأن يردووا وكفاية اشوف علم العروبة باقي. العالم يتشكل من جديد الوطن العربي في حالة مخاض بعد الفرز الذي حدث على مدى الاعوام الثلاثة السابقة رغم فاتورة الدم والاستحلال. في مصر الآن عودة لروح اكتوبر- تشرين قبل ان ينصاع السادات لكيسنجر فيوقف اطلاق الحرب منفرداً.. ادراك تام بأن نفس العدو وادواته على الجبهة الشمالية- سورية- هو نفسه العدو وادواته الذي يستهدف الجبهة الجنوبية- مصر- فهل ينجح الشعب العربي في المضي على طريق العزة والكرامة والاستقلال، ام ننتظر وثبة التفافية من واشنطن وادواتها..؟ في ظني لا تراجع عن المضي في طريق الحلم العربي رغم ضخامة الفاتورة. |
|