تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرئيس الأسد لمجلة دير شبيغل: سورية ستفعل كل شيء لتكون قوية.. الغرب يدرك الواقع الفعلي بشكل متأخر ويفهم الواقع ببطء.. كل ما اتخذه الغرب من قرارات سياسية خلال السنوات العشر الماضية كان من شأنه دعم «القاعدة»

دمشق
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 8-10-2013
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن كل ما اتخذه الغرب من قرارات سياسية خلال السنوات العشر الماضية كان من شأنه دعم القاعدة عن قصد أو عن غير قصد موضحا انه من خلال مساعدة الغرب يوجد في سورية اليوم مقاتلون من القاعدة من 80 دولة .

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية ان الغرب يدرك الواقع الفعلى بشكل متأخر ويفهم الواقع دائما ببطء شديد..فعندما كنا في سورية نتحدث عن احتجاجات عنيفة كان الغرب يتحدث عن مظاهرات سلمية..وعندما تحدثنا عن متطرفين كان ما زال عند بعض المسلحين وعندما كنا نتحدث عن القاعدة كان يتحدث عن بعض القلة من الإرهابيين على الرغم من أن المسألة هنا تتعلق بالغالبية..الان يدرك الغرب أن الامر يعادل خمسين بالمئة من المسلحين مشيرا إلى ان الغرب يفضل أن يثق بالقاعدة بدلا من الثقة بالحكومات.‏

وكشف الرئيس الأسد النقاب عن وجود اتصالات مع بعض المؤسسات في المانيا وان هناك حديثا بعض القنوات لم تكن موجودة في الماضي يتم تبادل المعلومات عبرها الا انه قال لا يمكن التحدث عن صلات سياسية.‏

وأشار الرئيس الأسد إلى ان المانيا والنمسا تمتلكان الرؤية الاكثر موضوعية والاقرب للواقع بالنسبة لسورية والذي يمكن ان يساعد في تحقيق مصالح أوروبا معبرا عن استعداد سورية لاستقبال موفدين من المانيا إلى دمشق كي يتحدثوا معنا عن الصلات الحقيقية ويتثبتوا من الوضع وينطلقوا منه في عملهم لان من اعتقد أنه يعزل سورية بالحقيقة كان يعزل نفسه عن الحقيقة.‏

وتساءل الرئيس الأسد ما الذي سيكسبه الغرب على صعيد مصالحه عندما تكون القاعدة في حديقته الخلفية تعيث فسادا بالارض ومن بعد سنتين ونصف السنة عليه أن يعيد النظر بسياسته ويتساءل ما الذي سيحرزه.. ما الذي سيكسبه شعبه عندما توجد حالة فوضي في سورية بدعم غربي..ولفت الرئيس الأسد إلى ان الصراع يجري نقله من الخارج إلى بلدنا فاعضاء المعارضة يجلسون في الخارج ويقطنون فنادق الخمسة نجوم ويملي عليهم ما يقوله ممولوهم لكن لا أساس لهم هنا في سورية معتبرا ان المعارضة الفعلية والمقبولة هي كيان او برنامج سياسي لا تحمل أسلحة ولذلك اذا ما تخلي أحد عن الاسلحة وعاد إلى حياته العادية فيمكننا ان نتحدث حينها عن كونه معارضا منوها بان هناك حركة معاكسة في صفوف المجموعات المسلحة اذ انسحب العديد من حملة السلاح وعادوا إلى الدولة وهم الان يقاتلون إلى جانب الجيش العربي السوري مجددا التاكيد على ان الحل عبر الحوار ما زال ممكنا ولكن ليس مع المسلحين.‏

واشار الرئيس الأسد إلى ان اكثر من100الف مهجر سوري عادوا إلى ارض الوطن بعد ان شعروا بالامان وحصلوا على ضمانات بان الدولة ستحميهم ولن يلاحقهم أحد وانهم اذا ارادوا المعارضة السياسية يمكنهم فعل ذلك من داخل ارض الوطن.‏

وتساءل الرئيس الأسد..من يمثل من يسمون انفسهم جماعات المعارضة واجنحتها وباسم من يتحدثون..هل يتحدث هؤلاء الناس بالنيابة عن أنفسهم أم عن الناس في سورية..أم عن الدول التي تقف وراءهم..هل يتحدثون بالنيابة عن الولايات المتحدة الامريكية أو بريطانيا أو فرنسا أو السعودية وقطر وعندما يقولون انهم يمثلون الشعب السوري فما عليهم إلا ايضاح ذلك من خلال صناديق الاقتراع مشيرا إلى أن مصير رئيس الجمهورية وبقاءه في السلطة يحدده الشعب السوري وهذه ليست قضية يمكن أن يقررها أي طرف فالبلد ليس بلد الرئيس وإنما لكل السوريين.‏

وبخصوص موقف الرئيس الاميركي وحديث عن فقدان القيادة السورية للشرعية قال الرئيس ان اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية ولا يملك أي شرعية هنا لكي يعطي الاحكام عن سورية ثم انه ليس من حقه أن يحدد للشعب السوري من يختار رئيساً له ومن ناحية ثانية ما يقوله لا يتماشي مع الواقع اطلاقا..لقد قال منذ سنة ونصف السنة بأنه على أن أتنحى..وماذا بعد..هل أثرت كلماته بشيء..كلا..لم تؤثر بشيء.‏

ونبه الرئيس الأسد إلى أن الامر في سورية لا يتعلق ببقاء الرئيس او تنحيه وما يعانيه الشعب السوري لا يتعلق بمنصب الرئاسة..فقتل الابرياء وإرهابهم من خلال الإرهاب الناجم عن المتفجرات والمفخخات الذي جلبته القاعدة إلى بلادنا هو الذي يسبب الألم للشعب السوري.‏

وذكر الرئيس الأسد بأن الحكومة السورية منذ البداية اتبعت سياسة تتمثل في الاستجابة لمتطلبات المتظاهرين على الرغم من أن الاحتجاجات لم تكن أبداً سلمية وهناك ضحايا من الجنود والشرطة منذ الاسابيع الأولى ورغم ذلك قامت لجنة مختصة بتغيير الدستور من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين وأجري استفتاء بهذا الخصوص معتبرا انه من ناحية اخرى كان على الدولة أن تتصدى للإرهاب والدفاع عن الوطن واتخاذ القرارات المناسبة لذلك.‏

وأكد الرئيس الأسد أن الروس أصدقاء حقيقيون لسورية وأنهم يفهمون بشكل أفضل من الغرب حقيقة ما يدور فيها..وهم اكثر استقلالية من الاوروبيين الذين يعتمدون جدا في سياساتهم على الولايات المتحدة الاميركية ويتبنون هذه السياسات.‏

وبخصوص السعي الغربي لمنع سورية من الحصول على السلاح تساءل الرئيس الأسد بأي حق..نحن دولة ولدينا الحق بأن ندافع عن أنفسنا..ونحن لا نحتل أرض أحد..لماذا لا يمانع المجتمع الدولي بأن تحصل إسرائيل على كل أنواع أسلحة..لماذا تحصل اسرائيل من المانيا على ثلاث غواصات.. رغم أنها قوة احتلال.. وما زالت تحتل أرضنا.. وقال: لدينا الحق وفق ميثاق الامم المتحدة لهذا كله فإن الغرب ليس موضوعياً في موقفه هذا ولهذا السبب ولهذا المعيار المزدوج لا نثق بالغرب.‏

وأكد الرئيس الأسد أن سورية ستفعل كل شيء لتكون قوية ولن تسمح بأن يقوم أحد بتحطيم معداتها التسلحية رغم ان سورية تنظر إلى الامور من منطلق ان المنطقة بحاجة للسلام والاستقرار وكانت دائما واعية لهذه الناحية.‏

وتساءل الرئيس الأسد:اذا كانت اتهامات اوباما لسورية صحيحة لماذا لم يستطع اقناع الامريكيين وقال.. أوباما قدم الاكاذيب..وكذلك كيري..لكن لم يستطع أوباما بأكاذيبه أن يقنع شعبه.‏

ورفض 51 بالمئة من الشعب الامريكي ضربة عسكرية ضد سورية كما كان البرلمان البريطاني ضد الضربة..ودار نقاش حاد في البرلمان الفرنسي..فكل الجو العام في أوروبا عبر عن رأيه في رفض الضربة ومن ضمن هؤلاء الفاتيكان..لماذا..لان أغلبية الناس لم تصدق رواية أوباما.‏

وبالنسبة للجيش العربي السوري وما يتعرض له من محاولات لتشويه صورته قال الرئيس الأسد ان الجيش العربي السوري يمثل سورية والا لكان تفكك منذ مدة وهو لا يمثل تهديدا لاي احد مؤكدا أن الجيش والشعب يقفان معا..وليس لنا خيار اخر الا أن نثق ونؤمن بنصرنا وانقاذ بلدنا.‏

واعتبر الرئيس الأسد ان نصر سورية يتحقق بالتخلص من الإرهابيين..حينئذ يتوجب علينا أن نتخلص من أيديولوجيتهم التي تسربت إلى بعض أجزاء سورية فهي أخطر من الإرهاب ذاته..وأن نتخلص من هذا التفكير ونتحرر منه سيكون أكثر صعوبة من التخلص من الاسلحة الكيميائية.‏

وأشار الرئيس الأسد إلى ان تحقيق الاستقرار في سورية يحتاج لايقاف تدفق المليارات من السعودية وقطر وان توقف تركيا المساعدة اللوجستية للإرهابيين..حينئذ يمكن حل المشكلة في غضون بضعة أشهر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية