تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابداع.. قومي دمشق.. أيا ابنة التاريخ ليس.. لغير مجدك في الدوام دِوامُ

ثقافة
الاربعاء 6-4-2016
ركام ورق، ومجموعات تصدر هنا وهناك كلها ولله الحمد باسم الشعر وللشعر وللشاعرات، بعضها اسمه قصيدة نثرواخر تفعيلة،

‏‏

وآخر فر من اللعبة كلها واطلق عليها اسم نصوص، وتخلص من أي قيد ودخل عوالم الممحاكات التي ولدها ما سمي النقد البنيوي وتلاه التفكيكي، وقد انتهت على ما يبدو هذه الموجة، او على الاقل خفت بريقها وصارت ملتقيات السهر باسم المنتديات هي النقد، ملتقى يولد ومعه الدعوة لشراب البارد او الساخن ومقدما تدفع مبلغا من المال لانك ستكون في حضرة الشاعر \ الشاعرة، الناقد الذكوري المتعاقد مع اكثر من ملتقى واكثر من محطة، وبالمناسبة فكرة لطيفة وجميلة ان يجد الناقد عملا له بعد غروب الشمس، الامر لايحتاج الا الى اعلان انه سيناقش او يعلق او، ومن يتابعه وينشر عنه.‏

بعد هذا كله ربما يسأل احد ما ولمَ هذا السرد الممل ؟‏

بالتأكيد حقه ان يسأل وحقنا ان نحتفي بالشاعر الحق، مجموعة اصدارات شعرية من الهيئة العامة السورية للكتاب وصلتني وفيها ماهو متميز وحقيقي، انه الشعر فعلا لا ادعاء، المجموعة الاولى التي اود الاشارة اليها حملت عنوان: كلّما كذب السراب وقصائد اخرى، للشاعر حسن بعيتي يبادهك الشعر منذ اللحظة الاولى الى ان تقف عند اخر قصيدة من المجموعة، قصيدة تلوح لك بأن التالية اكثر عذوبة ورونقا وجمالا، ويكون الامر ان تحتار بين جمال هذا النص ام ذاك، تقع المجموعة في 118صفحة من القطع المتوسط، ومن كروم الشعر واجوائه نقتطف من قصيدة بعنوان اغنية شامية:‏

اسقي الكلام ندى روحي وارسله‏

فلايشق عليه ما احمله‏

هذي الحروف ووجدي فوق مبلغها‏

تشف عنه ولكن لاتماثله‏

كم قلت هذا نشيدي صار مكتملا‏

وعدت ام جد بي جرح اعدله‏

والبحر اصدق ما ترجو له صفة قول الخبير به:‏

ما زلت اجهله‏

اعلل الحسن في ارض امر بها‏

وفيك ياشام حسن لا اعلله‏

ما زال مجتهدا قلبي يسابقني‏

اثني على بأسه حينا واعذله‏

افارق الشام اياما فاحسبني‏

في الريح طيرا ضعيفا ضاع منزله‏

ومن حب الشام الى المرأة التي يحتاج سواها:‏

احتاج لامرأة سواك‏

احتاج لامرأة سواك‏

فمنذ عمر لم اذق لهبا يغير لون قلبي‏

كان لي قلب يذوب اذا مررت على شؤون الحب ساهمة‏

كأنك تعرفين بما افكر كان لي قلب‏

يذوب اذا اقتربت من القصيدة‏

حيث كنا واقفين وكانت الازهار تصغي باهتمام‏

عندما قبلت ظلك‏

مات كل الورد في قلبي‏

ومن قصيدته موال دمشقي نقتطف:‏

طالعت وجهك كيف أنسى سحره‏

وعليه من ذاك الجلال لثام‏

قومي دمشق أيا ابنة التاريخ ليس‏

لغير مجدك في الدوام دوام‏

فلوجه رب العرش إن يك بعده‏

فلوجهك الاجلال والاكرام‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية