|
متابعات سياسية وتلاه الموقف السوري برفض المساومة على مقاومة الشعب الفلسطيني للكيان الصهيوني ، ثم كان عدوان تموز على لبنان وانتصر الشعب اللبناني ومقاومته وسورية التي شكلت شريكاً أساسياً في هذا الانتصار وقبيل بداية ما سمي بـ « الربيع العربي» كانت انتصارات محور المقاومة كبيرة في لبنان وفلسطين والعراق. اليوم وبعد خمس سنوات ونيف من الحرب الشعواء التي يخوضها مشروع الهيمنة الاستعمارية بزعامة أميركا والغرب ضد الدولة السورية مستخدمة أدواتها كنظام أردوغان العثماني وأذنابها من ملوك وأمراء النفط الناهبين لثروات شعوبهم ومسخريها لتدمير الدول العربية ولتشويه صورة الإسلام والعرب وتقطيع كل الوشائج والروابط العربية الجامعة. تلك الحرب الظالمة التي هدفت إلى ضرب النموذج الحضاري السوري في التنمية والاستقرار والعيش المشترك، والنيل من التوجه القومي لدولة ترفض مشروع الهيمنة الأميركية الرامي إلى تفتيت المنطقة واعادة تشكيلها من جديد على شكل دويلات طائفية عرقية ضعيفة تستمد بقاءها واستمراريتها من الاستقواء بالأجنبي وصولاً إلى الهدف النهائي ، وهو نهب خيرات شعوبها لإبقائها في حالة تراجع. إن معركة الشعب السوري اليوم ضد الإرهاب هي معركة كل الحركات والقوى التحررية المناضلة للحفاظ على قيمها وانجازاتها على هويتها الحضارية ، فما ارتكبته ومازالت ترتكبه العصابات الإرهابية المسلحة من قتل وتدمير وتطهير عرقي وثقافي يتشابه إلى حد كبير مع ماسلكه جنود الاحتلال الأميركي في العراق فهل يختلف نهب متحف بغداد واحراق مكتبتها عن تخريب تدمر وسرقة آثارها، وهل تختلف فظائع الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب عن جرائم العصابات في سورية واعتداءاتها على كرامات وحرمات الشعب السوري؟! لقد استخدمت قوى الحرب الظالمة ضد سورية وسائل تفكيكية عدة منها: محاولة تمزيق النسيج الاجتماعي من الداخل وذلك بإذكاء النعرات الطائفية والإثنية ،بهدف اضعاف ارتباط المواطن السوري بدولته وكراهية الوطنية السورية، وصولاً إلى انهيارها. ثانياً عزل سورية عربياً وهذه الوظيفة أوكلت لجامعة الدول العربية التي ارتكبت مخالفة صريحة بتعليق عضوية سورية فيها وتشجيع وتمويل الحركات الإرهابية وتسهيل تدميرها للدولة السورية كما ساهمت بفرض حصار اقتصادي وعقوبات على قطاعات رئيسية في سورية مثل السفر والتمويل والتحويلات المصرفية وتجميد الأموال. ثالثاً الحصار الاقتصادي وتأثيراته الاجتماعية وقد شكلت إحدى أدوات المساعدة في إطالة أمد الحرب غير أن العقوبات ليست بالجديدة على السوريين بل هي مستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي وتعود أسبابها إلى تجذر الموقف السوري المتمسك بسيادة قراره الوطني المستقل ودفاعه عن الحقوق العربية. إن تجاربنا السابقة مع المقاومة والصراع مع العدو الصهيوني أثبت أن تلك القوى لا تفهم إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة ولغة الصمود التي أكدت أنها هي اللغة الوحيدة التي يجب أن تسود ودون حدود جغرافية محددة. لا خيار لنا إلا المقاومة وإلا سنكون شعوباً عراة في يوم حار ممددين على الإسفلت ننتظر الرحمة من أمراء الحرب والمال لنعيش المستقبل ذلك المستقبل الذي لن يصنعه إلا نحن لأجيال قادمة من حقها العيش بكرامة أما الذين يتبجحون ليل نهار عن «الثورات» و«الربيع العربي» المزعوم فليس لهم إلا فنادقهم التي يباتون فيها لأن الحرية لا تأتي على ظهر دبابة «إسرائيلية» أو أميركية كما يدعون… والكرامة العربية ليست بطاقة تهنئة يرسلها فرد أو حزب للكيان الصهيوني يهنئ فيها أحفاد عصابات الهاغانا بالاستقلال كما يفعل ما يسمى بـ «معارضة سورية» اليوم. إن خيار المقاومة هو خيار شعوب المنطقة المتمسكين بأرضهم وتاريخهم ولا يعنيهم ارتفاع سعر النفط أو انخفاض أسهم نيويورك ولا التزلج في جبال الألب أو زيارة قصور أمراء السعودية وتناول وجبات اللحم الممزوج بدماء أطفال العرب. خيار المقاومة هو خيارنا ليس لأننا طلاب حرب إنما لأننا مدافعون عن الحق رافعون شعار حق البقاء وحق العيش وحق الحياة لهذا هو خيارنا وسيبقى خيارنا فنحن أصحاب هذه الأرض وعليها ومن أجلها سنموت. |
|