|
|
نافذة على حدث الغضب الأميركي عكسته تلك الانتقادات الحادة واللاذعة التي تُواصل تَفجرها بغزارة شديدة على لسان المسؤولين الأميركيين، بدءاً من الرئيس أوباما وليس انتهاء بمختلف وسائل الإعلام الأميركية والغربية التي بدأت تصعد حملاتها ضد تلك الأطراف التي لم تثبت فشلها وعجزها المطلق عن تنفيذ واستكمال أدوارها المنوطة بها أميركيا فحسب، بل ساهمت إلى حد كبير في فضح وتعثر المشروع الأميركي برمته، وأدت بالتوازي إلى تكريس وتعزيز تلك الصورة المشوهة للولايات المتحدة على المستوى العالمي. بواقع الحال فإن جميع الإرهاصات الصادرة عن مراكز القرار الأميركي، ترسم من جهة ملامح المرحلة المقبلة بعناوينها وتفاصيلها، وتنبئ من جهة أخرى بتراكميتها الصارخة في الوضوح بقرب تنفيذ واشنطن لقرار المراجعة الشاملة لعلاقاتها مع حلفائها وشركائها، خاصة أولئك الذين باتوا يشكلون عبئا وخطرا كبيرا عليها. بالمحصلة يمكن القول: إن تغير السلوك الأميركي تجاه أدواته ليس بالجديد ولا هو وليد اللحظة، على خلفية تضارب وتباين المصالح والأهداف و جنوح وتمرد البعض عن الخط المرسوم نتيجة الغرور والحماقة والتورم المفرط، وهو بطبيعة الحال يندرج ضمن التكتيك الأميركي الذي يهدف إلى مواكبة المتغيرات والتحولات الكبرى التي أحدثها الميدان السوري، الأمر الذي قد يفتح الباب على جملة من التحولات الأميركية الكبرى إزاء التعاطي مع ملفات وقضايا المنطقة وفي مقدمتها ملف الإرهاب الذي بات يشكل رغم ايجابياته ومكاسبه الضخمة للأميركي ورقة خاسرة له بعد تمدده وتضخمه إلى درجة غير معقولة أصبح يهدد فيها جميع الدول والشعوب. |
|
