|
شباب وقد يرتبط التذكر بطريقة الإعطاء خلال العام الدراسي، وطريقة التعلم، ومدى متابعة الطالب بشكل متسلسل لدروسه، لكن للعلماء رأياً محدداً بما يخص التذكر في أوقات الدراسة، ففي كتاب الأسلوب الأمثل للدراسة ورد «إذا أردنا أن نبقي نسبة المعلومات المسترجعة ثابتة فإنّ علينا أن نجد الفترة الزمنية خلال الدراسة التي تعطي أعظم انسجام بين الفهم والتذكر. ولقد بينت الأبحاث أنّ هذه الفترة تبدأ من الدقيقة 20 حتى الدقيقة 40 من بداية الدراسة. فالعقل يحتاج إلى فترة زمنية كافية حتى ينسجم مع الموضوع ويرتب المادة، وهذه هي فترة العشرين دقيقة الأولى. أما فترة ما بعد الأربعين دقيقة الأولى فإنّ نسبة المعلومات المسترجعة تتدنى بشكل ملحوظ. لذلك نجد الطالب الذي يركز لفترة طويلة يستطيع الانطلاق في دراسته ومن ثم استرجاع معلوماته وتثبيتها، وذلك بالمراجعة المنتظمة ذات الفترات المتقطعة، خلال الفترة التي تسبق الامتحان والتي قد تمتد لأكثر من عشرين يوما، و التي تساعد بشكل كبير على تثبيت المعلومات وتقوية التذكر ومقاومة النسيان. لكن هناك عوامل أخرى تؤثر على التذكر يتأثر سلباً وإيجاباً، منها المادة نفسها التي يتعلمها الطالب، فالطالب يتذكر المواد التي يفهمها وتكون ذات المعنى أكثر مما يتذكر المواد عديمة المعنى. وهذا ما يوضح في أنّ المواد المفهومة المحفوظة تكون أكثر تثبيتاً من تلك المواد المحفوظة غير المفهومة. لذلك لابد للطلبة ألا يحاولوا المذاكرة عن طريق الحفظ بدلاً من الفهم. لأنّ هذه الطريقة من شأنها أن تكون سريعة النسيان للمواد المدروسة وتعطي نتائج ضعيفة. ولعل أهم نقطة هنا الاعتماد على طرق فعّالة في التعلم ، عندها تزداد فعالية التذكر، واستعمال طريقة التسميع والمراجعة أثناء الدراسة مفيد أيضاً في تثبيت المادة وتذكرها. أيضا للرغبة والدوافع والميول أثر في تذكر المواد وتعلمها بسهولة. فكلما زادت الدوافع والرغبة لدى الطالب كلما زادت القدرة العقلية للتعلم والتذكر. وللأهل دور كبير وكذلك جو البيت بشكل عام، فلا يستطيع الطالب التذكر إذا حاصره الأهل في الأكل والنوم، والملاحظات المستمرة، بل لا بد من هدوء وتنظيم للوقت، مع المساعدة في تسميع المواد، أو الاستعانة بمدرس متخصص ليكون عونا في تجاوز بعض التقصير. إن الاهتمام بمجمل تلك العوامل تساعد الطالب على التذكر، في مقابل النسيان وتجعل الفرصة أمامه ليتجاوز الامتحان بنجاح وتحصيل المزيد من العلامات. |
|