تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نداء القهر

معاً على الطريق
الأربعاء 6-4-2016
أنيسة عبود

ما الذي يوقظ الجراح هذا الصباح ؟

الشمس طالعة‏

وضوؤها يمشي فوق الهضاب‏

الشجر واقف‏

يبسمل على المدى‏

والخضرة تكتب على الأرض قصتها الأبدية‏

وزنوبيا ترف كطير جريح بين الظلال‏

تفك قيدها وترشف كأس الزمان‏

وهذا الرهيف من الوجد يسير قربي‏

فما الذي يجعل القهر كرذاذ النداء‏

.....................‏

بي شوق‏

لأهديك بحرا” يشبهك‏

وقافلة من المسرات‏

وغابة من الأفكار الطازجة‏

الفكرة الأولى‏

تخبرك عن امرأة لا تشبه النساء‏

فيها زمردّ التاريخ ينسكب بين كفيها‏

ولها أقراط من أنين المذبح‏

وبين شعرها ورد من دماء الشهداء‏

قصرها يتعبد في أسرار الرمل ويفتح بابه لسندس الصبر المديد‏

هي أمي أو أختي أو أنا وأنت وباقي حكايات الأبد‏

هي الملكة وتاج المجد على رأسها‏

ونحن الحراس الذين لا نمل من الانحناء لترابها وللواحد الأحد .‏

.....................‏

بي شوق‏

لأهديك بعض أخيلتي‏

وبعض الذي يحفر في تراب قلبي‏

خيال أول عن القهر‏

وثان عن الذي تاه في ذرات الزمن‏

وثالث عن ملكة منسية في أصفادها ولا يرى دمها أحد‏

.....................‏

تمر الليالي بنافذتي‏

ويسهر المطر على شناشيل التأملات‏

يلوح لي إله جديد‏

يفجّ الأصفاد ويجتاز ساحة التأويل‏

يمرّ في ممرات المعنى‏

ويمضي إلى آخر الحريق‏

.................................‏

وبي شوق لأهديك سراً لا تبح به للضوء‏

فأنا مازلت احبك‏

وما زال قلبي يتوزع بينك وبين أذينة الجميل‏

كأنني أنتزع الصباح عن نوافذ الخلق‏

وأرمي المدى بين يديك‏

خذ عباءة الوجد‏

وارمها على الذكريات‏

لقد تاه قلبي في نوافل الحلم‏

وتبعثرت روحي من انتظار البعيد‏

متى ألاقيك في العتبات المنمنمة‏

متى تلاقيني في الممكن من البريق الرقيق‏

هي حيوات نعيشها‏

لا خيار أمامنا‏

غير أن نشرع جراحنا ونقول للوجد انتظر‏

ثم نضرب القهر بسيفنا البتار‏

لنقصم ظهر المعنى ونقضي على ابتهالات الحريق‏

.....................................‏

أنا التي فتحت يدي‏

لأعد القبرات‏

فما وجدت غير خطوط عمري التائهة‏

وبعض لؤلؤ من تاج أمي القديم‏

.................................................‏

3-3-2016‏

......................................‏

تحرير تدمر .يوم قام المسيح‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية