تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبائل التفاؤل والأمل تشتبك بعد تحرير تدمر والقريتين.. تشغيل خطوط النفط والغاز .. والعودة لاستثمار الفوسفات والرخام والكوارتز والملح بات وشيكاً

الثورة
أقتصاد
الاربعاء 6-4-2016
علي محمود جديد

ما تشهده سورية من غلاء فاحش في هذه الأيام بدأ تدريجياً مع ابتداء الأزمة، والحرب على سورية، غير أنه تفاقم بشكلٍ فظيع منذ نحو عام مضى،

‏‏

وقد تزامن هذا التفاقم مع دخول الجماعات الإرهابية المسلحة إلى البادية السورية، وسيطرتها على تدمر ومهين ثم القريتين، وعلى معبر التنف، ومناجم الفوسفات في خنيفس، وقد أدّت هذه السيطرة إلى شحّ كبير بالموارد الوطنية، وقتما خرجت العديد من آبار النفط والغاز، ومناجم الفوسفات وكذلك مناجم الملح والرخام والرمال الكوارتيزية من الإنتاج والخدمة،‏

وكالعادة بدأت العصابات المسلحة بسرقة ونهب تلك الموارد، بالتوازي مع نقص التغذية بالوقود لمحطات التوليد الكهربائية، لتظهر بعد ذلك أزمة التقنين القاسية للكهرباء، فتلك المنطقة من البادية هي منطقة إنتاج وممر لخطوط نقل النفط والغاز، بالإضافة إلى توقف مصنع السماد الآزوتي عن الإنتاج، لانقطاع الغاز، وفوق ذلك انقطاع الفوسفات بعد سيطرة الإرهابيين على مناجمه، وهذا كلّف الكثير، حيث اقتصر السماد على الاستيراد لانقطاع الإنتاج المحلي، وتوقف تصدير الفوسفات الخام، الذي كان يشكّل وارداً محرزاً للقطع الأجنبي.‏

كما أن مصانع الزجاج لم تعد قادرة على استجرار الرمال الكوارتيزية المتوضعة بكميات هائلة بجوار القريتين، فضلاً عن خروج عدة سبخاتٍ ملحية تدمرية من الإنتاج، ليختلّ سوق الملح أيضاً، وكان هذا كله في كفّة، والقيمة الحضارية والإنسانية والثقافية لآثار تدمر العريقة في كفة ثانية.‏

خطة إسعافية للجيولوجيا‏

وكانت المؤسسة العامة للجيولوجيا - التي تتبع إليها شركة الفوسفات - قد أعدّت خطة إسعافية مسبقة تبدأ من إجراء عمليات التقييم للأضرار سواء في المناجم ذاتها أم في الآليات وكذلك المصانع وخطوط الإنتاج ، ومن ثم وضع تصور كامل للواقع كما هو، وقد تم وضع سيناريوهات للخطة الإسعافية جرى من خلالها وضع أسوأ الاحتمالات كأن تكون الآليات وحتى خطوط الإنتاج مُدمّرة أم مسروقة، ففي مثل هذه الحالة وضعت المؤسسة خطة بديلة لإنتاج فوسفات عن طريق التكسير بواسطة كسارات مستأجرة من القطاع الخاص ، وضمن الخطة يمكن تركيب أربع كسارات بطاقة 50 ألف طن شهرياً لكل كسارة ليصل الإنتاج إلى 200 ألف طن لمعالجتها وتعبئتها ونقلها إلى المرفأ للتصدير، ما يتيح إنتاج 2,4 مليون طن سنوياً وبشكل أولي، يمكن تصديرها بالكامل إلى حين إعادة تشغيل شركة الأسمدة .‏

أما بالنسبة للملح الصخري من سبخة الموحة ، فالمؤسسة على أمل إنتاج 100 ألف طن خلال الصيف القادم، وقتما يبدأ تشكّل الملح بعوامل التبخّر، كما تأمل المؤسسة إنتاج نحو 25 ألف طن رخام من مقالع السكري وأبو الفوارس لمدة عام ، أما بالنسبة لإنتاج الرمل الكوارتزي فمن المتوقع حالياً إنتاج 300 ألف طن بعد أن تحررت القريتين، إذ كان يُنتج من مقالعها 500 ألف طن سنوياً.‏

المشهد القادم :‏

تشتبك حبائل التفاؤل والأمل للمشهد القادم على أمل أنها ستكون قادرة على إنتاج واقع جديد يتمثل بإعادة الحياة إلى خطوط النفط والغاز، ما يعني تحسنا كبيرا في الوضع الكهربائي، ويمكننا أن نٌقدّر ما الذي يمكن أن يُحدثه هذا في الشأن الخدمي والاقتصادي، عبر كهربة القطاعات السكنية والتجارية والصناعية، وما يعني أيضاً إعادة تصدير الفوسفات، وتشغيل شركة الأسمدة، التي كانت تنتج يومياً ما قيمته 10 ملايين دولار، فضلاً عن أنَّ آبار النفط والغاز تصير قادرة على تأمين الطاقة المطلوبة لعمل مصفاة حمص، ومن يدري فقد يؤدي هذا إلى إنتاج رخيص للوقود وتوفير حوالي 600 مليون دولار سنويا، حسب رأي بعض المتابعين ..؟ والذين يزدادون أملاً وتفاؤلاً بتقدم الجيش باتجاه حقل التيم وحقول الهيل، وعندها يمكن توفير كافة مستلزمات الطاقة بعد تحريرهما الوشيك...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية