تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التقاعس الأميركي

نقش سياسي
الأربعاء 6-4-2016
أسعد عبّود

بعدما وصل الرهان على التفاهمات والتنسيق الروسي الأميركي بشأن الحل السياسي للأزمة في سورية إلى درجة تقترب من اليقين أن كل شيء يمضي بسلام في هذا الاتجاه،

سخنت الجبهات العسكرية مجددا ًوسخن أكثر الرهان عليها، ليست هي قصة المؤامرة، بل هي حقيقة الاهتمام الأميركي المحدود بالخلاص السوري الذي يصل حدّ التخاذل فعلاً.. إلى اليوم يغلب على المواقف الأميركية في مسألة البحث عن اتجاه سلمي للحل في سورية طابع رجع الصدى في أحسن حالات سوء الظن.‏

هكذا وبعد جنيف 1 و2 و3 وفيينا و.. و.. التي عقدت كلها بدور أكبر وأهم لروسيا.. بعد ذلك كله، وبعد أن قامت روسيا بسحب جزء من قواتها من سورية.. كان الصوت الأميركي المتثائب أنها ستعود إلى التجربة المتكررة لما عرف بتدريب «المعارضة السورية المعتدلة»!!.. هي التجربة الفاشلة مرة واثنتان وأكثر.. وستفشل مجدداً..! لأنها دُرست وصُممت كي تكون بلا نتائج وكأن الغاية منها إطالة زمن الحرب.‏

على صعيد العمل السياسي تعود الولايات المتحدة –إعلامياً على الأقل- بالقضية إلى مربعها الأول من خلال العودة للحديث عن الدور السياسي للرئيس الأسد.. وهو ما اتفق عليه في فيينا وخارجها أي يكون تحديده شأن الشعب السوري تحديداً. الغريب أن تقاطع الولايات المتحدة بمواقفها هذه ما صدر عن الرئيس الأسد من تطوير مواقف وإظهار حسن النيات من خلال حديثه عن حكومة مشتركة وانتخابات رئاسية مبكرة.‏

مازالت روسيا في الميدان عسكرياً.. وخصوصاً سياسياً، وهي إذ كانت تعول على الأميركيين للضغط على حلفائهم الإقليميين لتغيير مواقفهم لتحقيق نقلات مرجوة في العمل من أجل الحل.. وإذ ذكرتهم بما هو منتظر منهم.. اضطرت –ربما- أمام التقاعس الأميركي إلى أن تقوم هي بالعمل لدى حلفاء أميركا لتليين المواقف.. بعد أن أكدت أكثر من مرة أنها بحكم التنسيق مع سورية لن يصعب عليها أبداً التفاهم مع حكومتها على خطوات جادة باتجاه الحل.‏

التقاعس الأميركي لم يعد الاعتبار للميدان العسكري وحسب، حيث ان هذا الاعتبار لم يغب عنه وما جرى ويجري في هذا الميدان أكبر دليل، بل نشر الضباب كثيفاً حول مستقبل جولات التفاوض التي يفترض أن تعود بعد يومين إلى الانعقاد.‏

تحاول أميركا اليوم –عشية جولة المفاوضات العتيدة المنتظرة- الحديث عن نشاطات جديدة لها في محاربة الإرهاب، في محاولة لإثارة الضباب من حول الانتصارات الجلية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه وبالتالي.. كل ذلك يشير إلى أن القناعة الأميركية بالأولية المبشرة والحالة الآن للحل السياسي في سورية.. لم تتوفر بعد.‏

as.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية