|
الصفحة الأولى بينما يقدم البيت الأبيض حلقة نفاق جديدة بلقاء الرئيس الأميركي مع أمين عام حلف الناتو تحت عنوان بحث مساهمة الحلف بالحرب المزعومة ضد تنظيم داعش الإرهابي، في الوقت الذي يحل فيه ستافان دي ميستورا ضيفاً على موسكو تحضيراً لجولة جنيف المقبلة. باقة الأخبار هذه قد تُوحي أن حراكاً سياسياً حقيقياً يجري لاحتواء الأزمات والنزاعات الدائرة، غير أن الحراك ذاته يُخفي جزءاً مهماً من الحقيقة، إذ لا يمكن لتركيا كجزء من المشكلة في ناغورني كرباخ أن تكون جزءاً من الحل أيضاً، ولا يمكن لأميركا التي ترعى الدواعش ومشتقاتهم إلا أن تكون كاذبة بدعوتها الناتو ليساهم معها بالحرب على داعش ذلك أنه مازال يتلقى الهدايا من الطائرات الأميركية في سورية والعراق، ويُتوقع ألا تكون الهدايا التي كشف عنها الجيش العراقي الأخيرة في ظل النفاق الأميركي المتواصل. نفاق أميركا والغرب المستمر تجلى بالأمس بوقائع لا يمكن إنكارها، ويتجلى اليوم بتعمّد أميركا والغرب عرقلة عمل مجلس الأمن الدولي بشأن اتخاذ إجراءات تحول دون استخدام التنظيمات الإرهابية السلاح الكيماوي وغاز الخردل الذي استخدم مجدداً من قبل الإرهابيين. هذا النفاق يتجدد كل يوم، وأبرز تجلياته فيما يتعلق بموقف أنقرة من النزاع في كرباخ، صمتهما عن تحريض أردوغان وسكوتهما عن إعلان داوود أوغلو الأخير الاستفزازي وغير الأخلاقي. ونفاق أميركا والغرب المتواصل يتجلى اليوم بعدم صدور بيان عنهما يُحدد موقفهما من الخروقات المتعددة والمتكررة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، وهو ما يؤكد وقوفهما خلف التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة ودعمهما لها، لتقويض جهود الحل وإفشال السعي باتجاهه، ولذلك فإن يوم غد ربما سيكون يوماً آخر في حلب وفي مناطق أخرى شهدت اعتداءات إرهابية لا يمكن أن تبقى بلا رد يتعلم منه الإرهابيون والدول الداعمة لهم. وعليه فيجب أن يعلم القاصي والداني أن سورية ستكون قريباً نظيفة من كل الحثالات الإرهابية، وأن أحداً في هذا الكون لن يتمكن من جعلها تتراجع عن قراراتها السيادية ولا عن استراتيجياتها الوطنية، ودليلها في ذلك أنّ من حطّم مشاريع الإسرائيليين والأميركيين الكبرى، ومن بدّد أحلام العثمانيين والخليجيين الواهمين، لن يعجز عن تحطيم ما تبقى منها .. الأيام بيننا. |
|