تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكثر من الخيبة..!

نافذة على حدث
الثلاثاء25-11-2014
عبد الحليم سعود

ربما لا يحتاج المتابع أو المراقب للسياسة السعودية في المنطقة إلى كثير عناء كي يكتشف حجم الإخفاق الذي تعانيه مملكة العار والتبعية والتخلف في تعاطيها مع الأزمة في سورية، أو أن يتلمس كمية الحقد الدفين والحماقة المكدسة في قلوب ورؤوس هذه الطغمة الحاكمة باسم الإسلام في أرض الحجاز والجزيرة العربية.

فرغم كل ما ارتكبته مملكة الخوف من إرهاب وإجرام بحق السوريين وما قامت به من تضليل وتحريض بهدف إلحاق الأذى والضرر بسورية وموقعها، لايزال مسؤولوها يجوبون العالم شرقاً وغرباً لإقناعه بمنطقهم المشوه والمقلوب تجاه قضايا المنطقة وخاصة الأزمة في سورية، حيث لا يخفى على أحد الخلفيات والأبعاد التي انطلقت منها زيارة وزير خارجية آل سعود الأخيرة لموسكو.‏

فبعد أن يئست مملكة العار من إمكانية جرّ واشنطن لحرب خاسرة مع دمشق انصبّ جهدها على محاولة فض وإبعاد الأصدقاء والحلفاء عنها، فمرة تغازل إيران وتساومها ومرة تغازل روسيا وتتقرب منها، في الوقت الذي يتكفل إعلامها المشبوه ـ وهنا المفارقة الصارخة ـ بتلفيق واختراع مختلف الشائعات والأكاذيب المغرضة حول مواقف هاتين الدولتين الصديقتين تجاه سورية، على أمل خلق فجوة بينها وبينهم كي يتسلل منها حلف العدوان ويحقق مراميه الخبيثة.‏

غير أن هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل والخذلان وارتدت حسرة وإحباطاً على وجوه مسؤولي آل سعود، ومن يقرأ ملامح الفيصل وهو يغادر موسكو يدرك أنه عاد بأكثر من خيبة وأبعد من خذلان، فالدول المتحضرة ذات التاريخ العريق كحال روسيا اليوم لا تبيع مواقفها ولا تساوم حول مبادئها كما تفعل فرنسا وغيرها من دول الاستعمار البائد..!!‏

ربما لا يحتاج المرء لمعرفة تفاصيل النقاشات التي دارت بين الوزير السعودي والمسؤولين الروس كي يتعرف على من يدافع عن سورية ويحمل هموم شعبها ومن يحقد عليها ويسعى لإيذائها، فموقف روسيا معروف وموقف مملكة العار مفضوح، ولكن ما يؤلم السوريين حقاً هو أن يكون في قائمة أعدائها إلى جانب الكيان الصهيوني من هو محسوب على أمة العرب والمسلمين..؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية