|
ثقافة وفي هذا السياق كان برنامج حكواتي الفن الذي تنتجه مديرية الإنتاج التلفزيوني، وهو برنامج ثقافي فني، يجمع بين الجانب التوثيقي والدرامي لشخصيات فنية لها بصمتها وإبداعها الخلاق في عالم الفن، وهو عمل متميز بما توافر له من معطيات ثقافية وفنية، والآن هو قيد التحضير، وقد أنجز منه حلقات كثيرة.
العمل من تأليف الفنان (رفيق سبيعي) والكاتب (سعيد العبد الله) وحول آليات العمل وطبيعته وأسلوبه وأهدافه، تحدث مخرج العمل الفنان (أسامة شقير) فقال: حكواتي الفن هو برنامج ثقافي فني يحكي عن فنانين كبار لهم عطاؤهم المتميز في تاريخ الفن العربي والفن السوري، وفي مجالات عدة، منها المسرح كما الدراما والغناء وغيرها، يتميز العمل بآلياته الفنية، التي تجمع مابين الحكواتي الراوي والجانب الوثائقي، كما المشاهد الدرامية المتنوعة، حيث يجسدها نجوم دراميون كبار، وكل حلقة مدتها 50 دقيقة، تتنوع عوالمها بين أشكال فنية عديدة، وقد تم إنجاز أكثر من عشرين حلقة، منها كان حول أبي خليل القباني، ومنها حول الفنان (عبد اللطيف فتحي)، الفنان (فهد كعيكاتي)، الموسيقار (محمد عبد الوهاب) (أم كلثوم) (فريد الأطرش) (أسمهان) وغيرهم الكثير، وإن كان العمل (حكواتي الفن) بطبيعته، يركز على الحياة الخاصة، ويضيء الجانب الشخصي، إلا أنه في النهاية يهدف إلى كشف تأثيرها على إبداع ذاك الفنان وغيره، وتقديم تلك المعلومات من خلال أسلوب منوع ومشوق. وقد شارك في تجسيد الشخصيات الدرامية نخبة من النجوم السوريين الكبار، منهم (مرح جبر) (تيسير إدريس) (وفاء موصللي) (عبد الفتاح مزين) (صباح بركات) (فائق عرقسوسي). ولابد من الذكر أن كل حلقة من حلقات العمل تتلون بأساليبها الفنية تبعاً للشخصية الفنية المطروحة، فحلقاته لا تتشابه مع بعضها البعض، وأهمية العمل أنه يدخل في السياق الأرشيفي، حيث معطياته المتنوعة والمتميزة، ستؤهله كي يدخل في ذاكرة التلفزيون كوثيقة تاريخية، خصوصاً أن من يشارك كحكواتي هو الفنان (رفيق سبيعي) صاحب القامة الفنية الكبيرة، والذي عايش الكثير من الشخصيات الفنية، وعرف عنها الكثير، فهو يتحدث عنها عبر البرنامج بالشكل الواقعي، فهو ابن العصر ذاك، يوثق مشاهداته، ويؤرشف للحالة الفنية وللحالة الدرامية بالشكل الدقيق، ومن وجهة نظري أن التجربة ستصبح في الأيام القادمة وبوجود معطيات أخرى عديدة كمرجعية وتاريخ للكثير من الإنجازات الفنية، التي تعود لقامات فنية كبرى في الفن العربي، كي تكون مرجعية مهمة للأجيال القادمة، خصوصاً أن الفن العريق بحاجة ماسة لأمثال هكذا برامج ثقافية. |
|