|
حدث وتعليق وتظهر المفاوضات أهمية عامل الزمن في البندين المتصلين بالتخصيب الإيراني لليورانيوم ورفع العقوبات العبثية المفروضة عليها عبر الأمم المتحدة وبصورة احادية من الجانبين الأميركي والأوروبي . الوقائع تؤكد عدم وجود أي علاقة بين مسار التفاوض والأكاذيب الأميركية السعودية الإسرائيلية عن «القنبلة النووية» الإيرانية المزعومة، فباعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأكد الطابع السلمي للمشروع النووي الإيراني مراراً، وهنا ما يخيف هذا الثلاثي، فالعرقلة وشراء الوقت هما موضوعا التفاوض الفعلي مع إيران في مجالي التخصيب والعقوبات ولذلك فإنه وبعد التسليم بحق التخصيب تجري محاولة تأخير امتلاك التكنولوجيا والخبرات عبر التلاعب بنسب التخصيب المتاحة لإيران خوفاً من نهضتها في هذا المجال بعيداً عن الأغراض العسكرية لذلك. تبلور الخيار الأميركي النهائي وعقد اتفاق جنيف الشهير وانطلقت جولات جديدة من التفاوض بين إيران ومجموعة الست التي تلعب داخلها كل من روسيا والصين دور الشريك الباحث عن التسويات الممكنة . لكن طريقة التعاطي الأميركي مع المفاوضات، تلعب دوراً أساسياً في زيادة ظروف نجاحها أو فشلها، فالإدارة الأميركية التي تتحدث بلسان إسرائيلي كما عبرت عن ذلك إيران، دخلت المفاوضات مدفوعة بكم هائل من المصالح الملحّة على مستوى العالم والإقليم، وعلى المستوى الداخلي أيضاً. وبغض النظر عن النتيجة التي ستعلن من فيينا أكانت اتفاقا مبدئياً ام تمهيدياً، أم مهلة لإتمامهما يمكن اختصار جميع الضغوط والمواقف السلبية التي تحيط بالمفاوضات حول النووي الإيراني بكلمة العرقلة، أو شراء الوقت فقد حسم أمر التكيف المبدئي مع صعود القوة الإيرانية رسميا ونهائيا وبات الغرب والولايات المتحدة أمام أمر واقع ولابد في النهاية أن يقرّوا بحق إيران بالطاقة النووية السلمية. |
|