تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. «النووي» المرحّل.. شماعة الأميركي ومساومة الأوروبي.. وسعار السعودي

صفحة أولى
الثلاثاء 25-11-2014
كتب ناصر منذر

مع ترحيل الملف النووي الإيراني إلى الأول من تموز القادم كموعد جديد و نهائي للتوقيع على اتفاق شامل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الست، ربما ستشهد المنطقة المزيد من المد والجزر في التعاطي مع الأحداث الجارية،

فالخلافات الحاصلة بين الجانبين ظاهرها نووي تقني، ولكن باطنها سياسي بامتياز، يتعلق بدور إيران الإقليمي والعالمي من جهة، وبأمن إسرائيل والأطماع الأميركية والغربية في المنطقة من جهة ثانية.‏‏

أميركا المأزومة سياسياً، والعائدة إلى المنطقة من بوابة محاربة "داعش" تريد جعل من الملف النووي شماعة أخرى لحشر أنفها بكل شاردة وواردة تخص شؤون المنطقة، فهي دأبت على التهديد والوعيد، وتحذير ايران من مغبة عدم الوصول إلى اتفاق في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، لتثبت مجريات التفاوض بأنها هي وجوقتها الغربية غير جادين بعد للاعتراف بالحقوق الإيرانية المشروعة، ولاسيما أن إيران قبلت بالتمديد كبادرة حسن نية تمنح من خلالها الطرف الآخر مراجعة حساباته.‏‏

في المقابل يريد الغرب من وراء تمديد المفاوضات فرصة أخرى للضغط والابتزاز، لكن صلابة المفاوض الإيراني في التمسك بحقوق بلاده المشروعة ستقطع عليه هذا الطريق، خاصة وأن دولا أخرى كروسيا والصين تقف إلى جانب حقوق الشعب الإيراني، ومن هنا جاء تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لن تسمح بإطالة أمد المفاوضات إلى ما لا نهاية، والمماطلة في رفع العقوبات عن طهران، وأنها مستعدة لرفع العقوبات تدريجيا من طرف واحد، وهي تشجع بكين على القيام بتلك الخطوة.‏‏

وبانتظار تموز القادم ستبقى الولايات المتحدة التي أضاعت فرصة تاريخية في الوصول إلى اتفاق، أسيرة تخبطها الدائم الذي أطاح بوزير حربها تشاك هاغل، بسبب الخلافات حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمحاربة "داعش" بحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز، وستكون المفاوضات النووية عرضة للانهيار في ظل سيطرة الجمهوريين – الأكثر تأييدا لإسرائيل - على الكونغرس.‏‏

وفي المقلب الآخر ستبقى الدول الأوروبية - المنشغلة بإحصاء أعداد إرهابييها القتلى في سورية والعراق، والبحث عن سبل نجاة من خطر الإرهاب المرتد- أسيرة أوهامها بالعودة إلى عهودها الاستعمارية،سواء عن طريق الاستثمار في الإرهاب، أو عن طريق المساومة والابتزاز، وستبقى معها مملكة أل سعود -الذي ما برح وزيرها الهزاز مكانه في فيينا حتى أدى دوره المخرب على أكمل وجه- أسيرة لأوهامها في تزعم العالمين العربي والاسلامي، وسيستمر كذلك الكيان الصهيوني بالتحريض على منع الوصول إلى أي اتفاق مع ايران الساعية لامتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية فقط، ليبقى هو متفردا بامتلاك ترسانة نووية لا تهدد المنطقة وحسب، وإنما العالم أجمع.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية