تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقـايـة .. المتقاعدون

طــــــــــــب
الأحد 3 -1-2016
الدكتور محمد منير أبو شعر

ينظر الكثيرون في عالمنا اليوم إلى التقاعد على أنه نهاية غير سارة لرحلة طويلة، كانت حافلة بالعطاء والنشاط، ولعل الإنسان قديماً كان أسعد حظاً عندما كان المجتمع يسمح له بالاستمرار في العمل حتى يتغلب عليه المرض ويفقد قواه.. ما جعله لا يعاني من النتائج الثقيلة لهذا النظام الجديد.

وكلمة متقاعد كلمة ثقيلة على المتقاعد، وذلك لأنها تفقده الكثير من المزايا المادية والمعنوية في المجتمع، ولعل عدم توافر الأنشطة البديلة التي يستطيع المتقاعد أن يقضي بها وقت فراغه هو الذي يجعله يتحسر وبألم لوصوله إلى هذه المرحلة من حياته..‏

ولقد اتفق العلماء على أن التقاعد إحدى المراحل الأساسية والحتمية التي يمر بها الإنسان، لما له من تأثير على حياة الفرد، ولما يمثله العمل من أهمية كبرى في حياته تتعدى الأهمية المادية، باعتبار أن العمل هو المكانة والمركز الاجتماعي، مما قد يظهر مشكلات جديدة تزداد حدتها نتيجة للعديد من التغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية.‏

وقد أشارت بعض البحوث إلى أن التقاعد باعتباره مرحلة من مراحل العمر تترافق بضمور التفاعل الاجتماعي بين المتقاعدين ومجتمعهم، ومن ثم تظهر الانسحابية والعزلة الاجتماعية كأعراض واضحة، لدى نسبة مرتفعة من المتقاعدين، والتي قد تؤثر في الحالة الصحية للمتقاعد.‏

وفي ضوء التطورات الحديثة لم يعد العمر هو المحدد لمرحلة الكبر، ففي ظل الرعاية الصحية والطبية أصبح الفرد يعيش إلى السبعين وأكثر، وهو في صحة جيدة..‏

لذلك فإن استمرار المتقاعد في العمل والعطاء، ومشاركته الإيجابية في مختلف مجالات الحياة، لا يعني تأمين الجانب الاقتصادي له، فإن هذا الجانب على أهميته بالنسبة للمتقاعد، يبدو أقل أهمية بالنسبة للجوانب الأخرى التي يحققها النشاط في حياته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية