|
طــــــــــــب وكلمة متقاعد كلمة ثقيلة على المتقاعد، وذلك لأنها تفقده الكثير من المزايا المادية والمعنوية في المجتمع، ولعل عدم توافر الأنشطة البديلة التي يستطيع المتقاعد أن يقضي بها وقت فراغه هو الذي يجعله يتحسر وبألم لوصوله إلى هذه المرحلة من حياته.. ولقد اتفق العلماء على أن التقاعد إحدى المراحل الأساسية والحتمية التي يمر بها الإنسان، لما له من تأثير على حياة الفرد، ولما يمثله العمل من أهمية كبرى في حياته تتعدى الأهمية المادية، باعتبار أن العمل هو المكانة والمركز الاجتماعي، مما قد يظهر مشكلات جديدة تزداد حدتها نتيجة للعديد من التغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية. وقد أشارت بعض البحوث إلى أن التقاعد باعتباره مرحلة من مراحل العمر تترافق بضمور التفاعل الاجتماعي بين المتقاعدين ومجتمعهم، ومن ثم تظهر الانسحابية والعزلة الاجتماعية كأعراض واضحة، لدى نسبة مرتفعة من المتقاعدين، والتي قد تؤثر في الحالة الصحية للمتقاعد. وفي ضوء التطورات الحديثة لم يعد العمر هو المحدد لمرحلة الكبر، ففي ظل الرعاية الصحية والطبية أصبح الفرد يعيش إلى السبعين وأكثر، وهو في صحة جيدة.. لذلك فإن استمرار المتقاعد في العمل والعطاء، ومشاركته الإيجابية في مختلف مجالات الحياة، لا يعني تأمين الجانب الاقتصادي له، فإن هذا الجانب على أهميته بالنسبة للمتقاعد، يبدو أقل أهمية بالنسبة للجوانب الأخرى التي يحققها النشاط في حياته. |
|