تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السلام.. نتيجة حتمية للصمود والتصدي

إضاءات
الأحد 3 -1-2016
سلوى خليل الأمين

«المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام»

السلام الذي طالما حلمنا به في منطقتنا العربية، التي ابتليت بالاستعمار الغربي الذي زرع إسرائيل بين ظهرانينا في أرض فلسطين، والذي ما زالت مؤامراته تنسج أحابيلها حتى تاريخه،‏

السلام سيبقى صناعة عربية وطنية وقومية نصنعها بأيدي الخلص الأنقياء من مجاهدي هذه الأمة حكاماً ومواطنين الذين آلوا على أنفسهم الصمود حتى النصر.. والسلام الذي هو صناعة وطنية صافية.‏

لقد زرعوا هذا العدو الصهيوني في قلب الأمة العربية في فلسطين درة بلاد الشام، كي تبقى أمة العرب مربكة ومستنفرة،حيث أصبحت طموحات أبنائها في طلقات بندقيةٍ دفاعاً عن الحق السليب، الذي جعلهم على تماس مع ثقافة الموت المكتوبة على سطور الكرامات المغتصبة . هكذا رسمت لهم الأهداف بعيداً عن مواكبة تطور الأدهار، التي ترسم معاييرها إنماء وتقدما وحضارة وقضاء على الفقر والمرض، إضافة إلى مسح الأمية من العقول ، التي هي سبب الجهل والتجاهل، الذي يودي بالناس المستضعفين إلى مواطن الإرهاب، الذي يقضي على الأخضر واليابس.. دون تفكير عقلاني أو إيمان سليم.. يردع.‏

هكذا أتانا الارهاب على طبق من نار ودمار، تتابعت المؤامرات، ولم تهدأ أطماع الفريسيين بمنطقتنا وثرواتها المادية والبشرية، منذ عصر الأنبياء وصولاً إلى العصور التي تلت، وما زالت مستمرة بحروبها المفتعلة، المتخمة بالمؤامرات الشيطانية، والشرور النارية، والخطط الجهنمية، التي لم تترك لشعوب هذه المنطقة مجالا حيوياً للتنفس خارج حدود التهيؤ لمقاومة العدو الصهيوني والغربي والأميركي والعثماني والعربي المتأسلم.. على حد سواء.‏

لهذا اشرأبت السيوف، كما الأقلام، تغرس في تراب هذا الوطن الكبير، دماؤها الطهور كما عنفوانها وكرامات شعبها المرفوعة على أسنة الحراب، دفاعاً عن الحق السليب والتعدي السافر، وعن الأطماع الاستعمارية المنتعشة في أجندات المستعمر الجديد على الدوام، تلك التي ما زال يجتهد في ضخ الفبركات الإعلامية الصفراء، التي تلقى رواجاً عند أصحاب العقول المحنطة من ذوي الغايات الشخصانية والمذهبية، التي ابتلينا بها مؤخراً، تحت مسميات مختلفة مغلفة بعناوين وهمية، ومنها «ثورات الربيع العربي» ومسميات مختلفة اخرى، ألصقت ببعض الحكام العرب، الذين رفضوا الانصياع للشيطان الأكبر، المدعم من الصهيونية العالمية،التي ما زالت تغرس في جسد هذه الأمة سهامها المسمومة.‏

المسار بات معروفاً وواضحاً، لمن لا يريد أن يستوعب ويفهم معنى السلام، والحفاظ على حق الشعب بتقرير مصيره، وهذا بات مكشوفاً منذ بدء الاحتلال الأميركي للعراق ومن ثم بدء الانتفاضة في تونس، وامتدادها إلى مصر فليبيا، ومنها إلى سورية، بيضة القبان وحجر الرحى والهدف الاستراتيجي الأعظم لمواجهة المؤامرات الدنيئة.‏

خمس سنوات بالتمام والكمال وسورية واقفة لهم بالمرصاد قائداً وجيشاً وشعباً، مع كل المؤمنين الشرفاء من أبناء هذه الأمة، ومع مساندة الحلفاء الأقوياء والأوفياء، حين من تآمر على سورية والعراق ولبنان، قد تمادوا في غيهم وإجرامهم حيث دمروا ما شاء لهم التدمير، غير آبهين بسيادة الدول المعترف بها أممياً ،ولا بحقوق الشعب وحريته المصونة قانونياً وعالمياً، ولا بإنسانية الإنسان المدرجة في حيثيات قوانين جمعيات حقوق الإنسان العالمية ، فمن ذبح أو أحرق أو رمي من فوق الأسوار العالية، أو دفن وهو حي، أو اقتلع قلبه من صدره وتم أكله على مرأى من كل وسائل الإعلام العالمية التي تدعي الحضارة والرقي، أو من هجر ومات غرقاً على الشطوط الآمنه التي تدعي الإنسانية وعطفها على الفقراء والمضطهدين،هم الطغاة رافعو شعار الديكتاتورية، التي ما زالوا يرشونها ببهارات ألسنتهم الخبيثة التي كشفت هذه السنوات الخمس ضعف مضامينها وهزالة أشكالها، التي ما زالت تهزم في الميدان، بالرغم من الدعم القوي لقوى الإرهاب الداعشية وتمويلها المستمر علناً بالمال والأسلحة الحديثة المتطورة، التي لم تتغلب على متانة الإيمان بالأرض والوطن، حين الله سيد الموقف في قلوب المؤمنين بحماية الأرض، وحين العقول الوطنية حكيمة وراجحة التفكير.. لهذا نجد أن السلام، قد بدأ يتجاوز خزعبلاتهم وأحاديثهم المعلنة، المغلفة بالرياء والخداع والأكاذيب، وها هو يقترب من سورية ، الواقفة في الميدان كالسيل الجارف، تحطم مؤامراتهم التي تمددت بالطول والعرض، لأنها لتاريخه لم تقطف سوى النتائج المتوخاة المرسومة في أجنداتها نصراً مؤزراً وسلاماً موقعاً بزغردات أمهات الشهداء.‏

لقد هل علينا العام الجديد 2016، مقروناً بتعانق المولدين ((مولد الرسول الأكرم محمد بن عبد الله وميلاد السيد المسيح))، هذا الحدث العظيم، وحد الناس في دائرة دينية إيمانية واحدة لا تنفصم عراها مهما حاول الدخلاء والموتورون، يحدث لأول مرة في التاريخ بعد ما يقارب الـ437 عاماً، مجللاً بالقمر بدراً، يقرأه المتبحرون في العلوم الفلكية فأل خير وسلام وأمن وطمأنينة، بالرغم من أن السلام مكتوب بقوة السواعد الصامدة الثابته على الحق، الذي تجلى بأبهى مظاهره وأعظم مضامينه على الأرض السورية والعراقية وحتى اللبنانية، بحيث ظهرت الصورة الحقيقة، التي تجلت في وسائل الإعلام المرئية، للعالمين كلهم، مظاهر فرح واحدة من خلال الاحتفالات المشتركة بعيد المولد الشريف وعيد الميلاد المجيد، التي تجلت بقدرة الشعب على الإيمان بأنهم أبناء أرض واحدة وروابط مشتركة لا تنفصم عراها، وأن كل ما افتعلوه من فتن طائفية ومذهبية لم يأتهم بالنتيجة المرجوة، حيث مظاهر الألفة والمحبة والتواصل الإنساني والإيماني تجلى بأبهى صوره في سورية والعراق ولبنان وفلسطين ومصر وكل الدول العربية، التي تحرص على وحدة المسلمين والمسيحيين من أبنائها على حد سواء.‏

لهذا قال الرئيس بشار الأسد كلمته الفصل في هذا الأمر، كما هو عهد سورية منذ القدم، من خلال تحركه الميداني في كنيسة القلب الأقدس مشاركاً وزوجته السيدة أسماء أبناء الديانة المسيحية أفراحهم بعيد الميلاد المجيد، وفي اليوم التالي مصلياً صلاته الإسلامية في مسجد الأكرم، بمناسبة مولد رسولنا الأعظم محمد بن عبدالله وهو محاط بأبناء شعبه الخلص الأوفياء من علماء الدين ورجالات الدولة وأبناء الشعب، وهذا الفعل الوطني يرفع الصورة الحقيقة لسورية وشعبها المؤمن بقيادته للعالم أجمع، هذا الشعب الذي لا يقبل السلام مقروناً بالقطب المخفية التي تخضعه لقرارات همايونية صبيانية، تتغاضى عن طموحاته ومشاعره الوطنية التي ما زال مؤمناً بها وبقيادته الحكيمة التي عنوانها: عدلت فآمنت فمشيت حراً طليقاً بين شعبك دون حراسة او خوف ودون مواكب تزعق وتصفر وتزعج الآمنين في الطرقات والبيوت، متكلاً على الله ومحبة الشعب السوري الحر الآبي، وواثقاً بالنصر والسلام الذي هو نتيجة حتمية لقوة الصمود والإيمان المطلق بالتصدي لكل عدو غاشم مهما بلغت قوته وجبروته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية