|
وكالات - الثورة وهناك الكثير من الدراسات والمقالات والأنباء والدلائل عن تورط أميركا والكيان الصهيوني المحتل وأعوانهم في المنطقة في ذلك، حتى باتت الحقيقة واضحة كعين الشمس. وفي الآونة الأخيرة ظهرت اعترافات متعددة لعناصر من تنظيم داعش تفيد أن أميركا قامت بتدريب معتقلين في سجون مختلفة كـ «بوكا» و«كامب كروبر» و«أبو غريب» ، ومن بينها اعتراف لأحد عناصر داعش في العراق حيث صرّح أنه «لم نكن لنجتمع هكذا أبدا في بغداد أو أي مكان آخر وكان سيكون ذلك خطرا علينا وهناك في السجن كنا في أمان» مضيفاً أن «مسؤولي السجن الأميركان كانوا يوفرون لنا كل ما نحتاجه». وفي لقاء لبانوراما الشرق الأوسط مع أحد المعتقلين في سجن «أبو غريب» أكد أن التدريب بدأ عن طريق «غسيل الدماغ» بحسب تعبيره، مشيرا بأنه تم توزيعهم على زنزانات متعددة وكان جنود الاحتلال الاميركي يأتونا بعربات عليها كتب مختلفة كما كنا نرى في أفلام هوليوود, ما جعلنا نعتقد أن هذه الكتب هي لملء وقت الفراغ لدينا»، مضيفاً «بما أنني كنت متقدماً في السن وكاتب معروف فكانت الكتب التي على العربة المحادية لزنزانتي مألوفة لي رغم أنها لم تكن خياري فهم من كانوا يختارون الكتب, ومعظمها كنت قد قرأت سابقاً, فهي عبارة عن كتب فلسفة وثقافية ودواوين شعر, فلم يثر ذلك شكي إلا بعدما رأيت نوعية الكتب التي كانوا يأتون بها لهؤلاء الشباب الأصغر سناً والأقل ثقافة». وأشار المعتقل السابق أنه «في يوم كنا ننتقل من الزنزانات إلى مكان آخر اضطررنا للوقوف قليلا من الوقت خارج الزنزانات والفضول دفعني لألقي نظرة على كتب ذلك الشاب الذي كان في الزنزانة المقابلة لزنزانتي وصراحة كنت قد مللت من الكتب الموجودة على عربتي وقلت بيني وبين نفسي ربما هناك بعض الكتب على عربة الشاب غير كتبي وخلال عملية البحث وجدت أن جميعها كانت مما نعتبرها كُتُباً أصولية تابعة لمناهج تكفيرية. وأضاف «خلال مكوثي في زنزانتي لاحظت أن هؤلاء الشبان بدؤوا بإطلاق لحاهم وحف شاربهم, وباتوا يرمقونا بنظرات احتقارية ويحاولون ألا يختلطون بنا إلى أن وصل الحد بهم بعد فترة من الزمن بإطلاق عبارات ككفرة ومرتدين علينا انا ومن شابهني من الغير متزمتين». وأشار «عندها بدأت المرحلة الثانية, والاكثر انتقائية, فبدأ جنود الاحتلال الأمريكي بتوزيع زي موحد على السجناء, إلا أن اللافت أن الألوان اختلفت, فمن كان مِن مَن أسميناهم ورفاقي بالـ «مغسولين» كان لون زيهم يختلف عن لون زينا, وكان هناك فئة ثالثة لها لون ثالث وتلك الفئة لها رواية أخرى مختلفة». وتابع «المغسولون كان لهم معاملة خاصة من جنود الاحتلال الأمريكي, فليس من شيء فعله الامريكان في تلك السجون يمت للإنسانية بصلة, ولكن كانت معاملتهم مميزه, فكانوا يحظون بكثير من الاهتمام والدلع». وأكمل «بعد فترة من الزمن, ومع ازدياد تزمُّت وتشدد فئة المغسولين, كنا نلاحظ أنهم كانوا يُخلون من السجن واحداً تلو الآخر ليحل في زنازينهم مغسولين مستقبليين جدد». وأضاف «لقد علمنا لاحقاً أن هؤلاء الشبان اي المغسولين كانوا قد نقلوا إلى معسكرات يتلقون فيها تدريبات عسكرية محترفة وبعضهم من من تروهم اليوم في صفوف تنظيم داعش الارهابي». وأضاف «طبعا أصبح بإمكانكم تفسير وجود الشيشان والأفغان والسعوديين والجنسيات المختلفة بين هؤلاء, فمنهم من سُجن في سجون آل سعود ومنهم من خضع لغسيل الدماغ والتدريب في غوانتانامو وسجون أفغانستان وباكستان الخاضعة للإدارة الأمريكية». أما عن الفئة الثالثة من السجناء فقال المعتقل «أنتم تعرفوها جيداً, رأيتوها في الصور والفيديوهات المسربة من سجن أبو غريب, هي ذاتها تلك الفئة التي تعرضت للتعذيب والإهانة والإذلال والإغتصاب». وأضاف «الفئة الثالثة هي الفئة التي لم تستجب للكتب الأصولية التكفيرية, ومعظمهم كانوا من الأميين. وأشار «إن الاحتلال الأمريكي أراد أن يصنع فئة قاتلة, لا تَرحم, فما أفضل من إذلال وإهانة واغتصاب وكسر عزيز نفس من طريقة لصناعة مجرم، فأكثرية تلك الفئة وبعد تعرضها لكل هذا النوع من التعذيب النفسي والجسدي, أصبحت وحوشاً بشرية وهي تلك الوحوش ذاتها التي نُقلت لاحقاً إلى معسكرات التدريب الأمريكية لتصبح اليوم عشماوي داعش». وختم «اليوم أسموهم بـ»داعش» بعد أن كان اسمهم القاعدة, وغداً اسم جديد, لكنهم هم الوحوش ذاتها, والأب والمدرب واحد, أمريكا والصهاينة وأعوانهم في المنطقة, كما انتهت القاعدة, سينتهي داعش, وسيولد وحش جديد يحاربون به وطننا, ويشوهون به صورة ديننا ليتمكنوا من السيطرة أكثر فأكثر على خيرات بلادنا وليضمنوا الأمن والسلام للكيان الغاصب الإرهابي الصهيوني في فلسطين المحتلة». |
|