تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوراق للعام القادم

كواليس
الأحد 3 -1-2016
سليم عبود

لحظة من زمن.. بين عام يستريح ، وعام يتسلم قياد الوقت.

استعيد فيها تدريجياً أوراق العام الماضي..كلها مبللة بالدم .. مدن مبللة بالدم.. وجوه مبللة بالحزن ..أصوات تحفر في الروح سراديب وجعها، و أحلامها، و ثمة ضوء يشع أملاً على سارية الأفق .. هناك .. على ذؤابة « قاسيون» ينهض قمر دمشقي .. يختال ضياءً على درب النجوم ، من بغداد حتى طنجة.. قالوا، أو لم يقولوا.. سيظل نشيدنا:‏

«بلاد العرب أوطاني» ....تراب يسكنه التاريخ ، والكبرياء، ودماء شهداء ، اعطى أهلها الصيد أرواح ليحيا الوطن.‏

لاأبالغ إن قلت اليوم ونحن على أبواب عام جديد.. «لولا دمشق لما كانت هناك عروبة ، ولما كان إسلام لم تسط الوهابية والعثمانية على روحه.. ولما كانت هناك كنيسة ، إلى جوار مسجد على امتداد الجغرافيا العربية.. ولما كانت فلسطين قضية.. ولما كان يسمع أنين الأقصى اليوم عربي! ..‏

ثمة علاقة حقيقية، عضوية.. بين العروبة ودمشق،،تنهض اليوم حارة ... في زمن الدم ، والعربدة الإخوانية، والعثمانية والوهابية .. على عتبات وطن مقدس ((نحن صامدون، وباقون ، ومنتصرون))‏

رحل العام 2015 .. يظل فينا بمرارة صوته،، وصوره، ووجوهه، وأقلامه، ودفاتره ، كل أعوامنا الخمسة الماضية كانت غارقة بالدم.. والحزن، والوجع ،صحيح أننا اعتدنا على تحمل أوجاعنا.. لكن صليب أحزاننا بات ثقيلاً يوجع أكتافنا وظهورنا.. أمهات ، وأبناء، ونساء، علاقة عميقة بين الشهداء وبينهم، بين الجنود وبينهم ، بين الأمل وبينهم ، بين الشجاعة وبينهم .. نقاوم كل انحناء.. لأننا لم نتعود يوماً على الانحناء.. هذا الرأس «المغطوط» بالدم، يرفض الانحناء، الرؤوس المسكونة بالكبرياء والكرامة لاتعرف الانحناء.. يقول لوركا ((الرؤوس المزروعة بالمجد والتاريخ ترفض الانحناء))‏

هذا الياسمين الدمشقي ، العبق بالمجد والتاريخ والأمل يسكن أرواحنا .. ينهض اليوم نزار ليكتب بعطر الياسمين ، عشقه الدمشقي، وفي ساحات القتال... يكتب الجنود بدمائهم أهم القصائد العربية .. أجمل معلقات الكرامة ، منذ امرؤ القيس إلى زمننا هذا.. المجد والكرامة والشعر، والوطن والجنود الشجعان واحد في حقول الوطن.. هذا التماهي يفتح نوافذ الوطن على الحياة ..‏

دون خوف، وضعف، هم توهموا أن دمشق ستسقط.. احضروا كل ذئاب هذا العالم.. كل سواطير الدم .. وكل أبواق الكذب والتضليل، والمذهبية، والطائفية .. وظلت دمشق قوية، وحارة كوريد دم يتدفق من نافورة الله.. والوطن.. ويجلس عطر الياسمين الدمشقي ، على مقاعد الكبرياء، على شرفات المنازل، وعلى شفاه الرجال والنساء والأطفال.. لغناء نشيد عام 2016 القادم ((منتصرون)).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية