|
وكالات - الثورة وجاء في المقال الذي نقله موقع الجمل: يوم الأحد (20 كانون الأول) ذهب الرئيس السوري بشار الأسد و زوجته أسماء إلى حفلة موسيقية في دمشق بمناسبة عيد الميلاد.. وبالنسبة للكثيرين في الغرب، كانت صور الرئيس بشار و أسماء، وهم يعانقون و يتلقون العناق من الأطفال الصغار و الرجال الكبار و النساء الشابات ،لتسبب لهم على الأرجح الذعر أو السكتة الدماغية لو أنهم شاهدوها.. ولكن هذا لن يحدث مع ممارسة الإعلام الغربي واجبه المتمثل بحماية شعبه من هكذا مشهد يسبب قلب الأمور رأسا على عقب وما ينتج عنه من اختلال عام.. لذا لا يقلق هذا الإعلام حيال تغيير فكرة شعوبها نحو الأفضل حول القائد السوري، فهذا ببساطة غير ممكن الحدوث، كما هو من غير الممكن تغيير رأي السوريين بالرئيس الأسد... تمتلك وسائل الإعلام الغربي معايير غريبة ، وغالباً ما ترى أنه من الضروري إخفاء صورة الأشخاص الخطأ. فمثلاً عندما ظهر مشهد فيديو للمتمرد «آكل القلب» سيئ السمعة، لم يتم تمويه وجهه لإخفاء هويته و إنما جسد الجندي السوري المسكين الذي قام «مقاتل الحرية» للتو بانتزاع قلبه... و الدليل على أن القليل قد تغير بعد عامين من هذا الحدث هو أننا رأينا تكرارا له فقط قبل أسابيع إثر إسقاط طائرة روسية من قبل تركيا.. ففي مشهد صادم بعمق ،لاحتفال المتمردين الأتراك فوق الجسد المدمى للطيار الروسي الذي قاموا للتو بقتله، اختارت وسائل إعلامنا حمايتنا من معرفة هويته. و تلك الوسائل ، مثل CNN Turk و Fox News، لم تشعر بوخز الضمير حيال الكشف عن هوية قائد المجموعة رغم كونها تفسد روايتهم بأسرها مع تحديد أنه ليس سورية بل مجرد «متمرد معتدل».. إذا تمكنا من معرفة كيف بحق السماء تستمر هذه الروايات المضللة و الكاذبة عن الرئيس بشار الأسد و طبيعة الحرب السورية ، عندها سنبحث في لب الصراع. ربما السذاجة الكبيرة لهذه الرواية هي المفتاح، مع كونها قادرة بسهولة على الاستحواذ على عقول الجماهير الغافلة، فلا يوجد أي قدر من المناقشة أو الاستنتاج أو حتى دليلا رأوه بأعينهم قادر على إزاحتهم عن التفكير الجمعي... وجاء في المقال: إن سوريه كانت و لزمن طويل تفخر بمجتمعها العلماني، الجمهورية العربية السورية، حيث لا تفريق بين الديانات و الطوائف المختلفة..و قبل خلق التوترات الطائفية، من قبل متمردين مسلحين مثارين من الخارج ، لم يكن الكثير من السوريين يعرفون أو يهتمون بمعرفة الانتماءات الدينية فيما بينهم، كما الحال في الديمقراطيات العلمانية الغربية. و لتأكيد الطبيعة العلمانية للمجتمع السوري، وخلافا للروايات الغربية الخرافية السائدة، نقول بأن الانتماءات الدينية لكل من أعضاء الحكومة و الجيش تعكس بشكل واسع المجتمع برمته. و يضيف المقال: مقارنة بالاهتمام الذي أعطي لمباحثات السلام و الخطط من أجل حل سياسي للصراع السوري من قبل الحكومات الغربية و وسائل الإعلام و المنظمات غير الحكومية خلال السنوات الأربع الماضية، نجد أن قرار مجلس الأمن خلال الأسابيع الماضية، مع وضع خريطة طريق لمستقبل سورية، قد حصل على اهتمام قليل بشكل مفاجئ. .. و التفاصيل الحقيقية لما تم الاتفاق عليه حصلت على اهتمام أقل، و يمكننا تخيل أن هذا إلى حد بعيد بسبب اتفاق بعض الأطراف بالإكراه مع اشمئزازها من الاعتراف بأنها قد وافقت فعليا على خطة رفضتها في السابق... و لتضليل حقيقة الخطة الجديدة، لم تبدد وسائل الإعلام أي وقت من أجل العودة للعناوين المعتادة ، و لكن لدينا أيضا تأويلات جديدة لما تم الاتفاق عليه حتى قبل أن يجف الحبر على الورق، و قبل أن يملك كيري الوقت ليناقض ما قاله أخيرا... وواحدا إثر الآخر ، عاد قادة و ممثلو الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و ألمانيا إلى العبارات المألوفة : «الأسد فقد كل شرعيته» « لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من الحكومة الانتقالية، يجب أن يغادر أولا». و لكن كيف نسوا سريعا العبارة التي كرروها بأن السوريين يجب أن يختاروا من يحكمهم؟؟ و هذا بالطبع ما قاله سيرغي لافروف و فلاديمير بوتين و بشار الأسد نفسه منذ سنوات... و السوريون قد قرروا فعليا أن الأسد هو ذاك الرجل، الآن و مستقبلا ، الذي سيساعد على إعادة بناء المجتمع الذي عمل كثيرا لإنقاذه من الجيوش الإرهابية لحلفاء الغرب. |
|