|
رؤيـــــــة وإن بادرت وزارة الثقافة إلى هذا المؤتمر فهذا لايعني بالضرورة أنها المعنية الوحيدة في إعادة بناء الوعي عند أبناء المجتمع على اختلاف شرائحهم، وربما مناهج التعليم والعناية بها هي المدخل الأساس لبناء الإنسان سواء على صعيد المعرفة وتكريس القيم الأخلاقية ومفهوم المواطنة وقيم الحق والعدل والعمل أو على صعيد التفكير الإبداعي والعلمي ونبذ التعصب والابتعاد عن إقصاء الآخر. هذا إلى جانب مشاركة المجتمع الأهلي والمؤسسات الثقافية والتعليمية كافة والاستفادة من الطاقات والكفاءات واستثمارها في برامج ولقاءات هادفة لجذب الناس إلى الفكر المتنور والعودة إلى أصالة التراث وشخصياتنا التاريخية المؤثرة لإعطائهم جرعات من مقومات النهوض والعودة بالمجتمع إلى ألقه وريادته. إن مسؤولية إعادة بناء الإنسان وصناعة الوعي لديه وتحصينه هي مسؤولية وطنية وواجب أخلاقي في ظل عصر الإعلام والفضاءات المفتوحة وعصر الصورة التي تنطق بلسان يجافي الواقع والحقيقة والدور الذي تقوم به في زعزعة وعينا والاستسلام لما تنفثه هذه القنوات المأجورة لشيطان المال الملوث وشيطان الإرهاب الذي يتفشى في غير مكان من العالم لنشر الدمار والخراب وبعثرة الشعوب. وهنا لابد من خلق أدوات جديدة تتلاءم مع تقنيات العصر وتطوراته بما ينسجم وتطلعات الشباب وطموحاتهم، والبحث عن الأنشطة التفاعلية والحوار البناء واحترام الرأي والرأي الآخر لبناء وعي يستند في مقوماته على التفكير العقلاني والمحاكمة المنطقية وتنمية القيم الإيجابية لتكون بوصلته في سلوكه وقراراته وأحكامه. ولابد أن نلفت إلى أهمية إعادة النظر في الكثير مما يطرح في درامانا من أفكار وسلوكيات لاتليق بحضارتنا وإرثنا التاريخي العريق ولابأس أن نجهد النفس في البحث عن الأنموذج القدوة في مجتمعاتنا وماأكثرهم. |
|