|
رؤية ولقد افتتح معرض ليلى نصير في صالة كامل، ومعرض غسان جديد في صالة ألف نون، وهما من ركائز وأعمدة الحداثة في التشكيل السوري المعاصر، علاوة على افتتاح عشرات المعارض الفردية والجماعية في المراكز الثقافية والصالات الخاصة. واذا تحدثنا عن الجوانب التشكيلية والتعبيرية في هذه المعارض, نستطيع أن نميز بين نوعين من الفنانين، فهناك فنان خط وهناك فنان لون، ويمكن إدراج ليلى نصير وغسان جديد في الإطار الأول، فهما يعتمدان بالدرجة الأولى، على قدراتهما الخطية، في إظهار العناصر والأشكال (الإنسانية والمعمارية والبحرية وغيرها).. وفنان الخط يعني أن صاحبه يمتلك موهبة وقدرة على الإدهاش والإقناع, وخاصة حين تتأكد ليونة ورشاقة وحيوية وانسيابة وحساسية خطوطه, وهذه الميزة لا يمكن اكتسابها بالدراسة والممارسة والعمل المتواصل, لأنها موهبة تولد مع الفنان وهي بالطبع تتطور وتتغير، وتحمل في تحولاتها، بصمة الفنان الخاصة, بخلاف الاختبارات التقنية التي يمكن أن يكتسبها مع مرور الزمن، حتى عديم الموهبة, ويعتمد عليها في انجاز لوحاته الحديثة. ونسبة كبيرة، من العاملين في مجال انتاج اللوحة وعرضها، يعتمدون على الاختبارات التقنية، وبالتالي فهم يفتقرون إلى أدنى حدود الموهبة، ومع ذلك يجدون من يضعهم في قائمة المبدعين والمجددين والمتفردين، حتى إن بعض الكتابات تمنحهم صفة النبوة والريادة والعالمية والكونية, وما شابه ذلك، وهذا أكثر مايثير فينا مشاعر الاستياء والاستنكار والرفض. ويأخذنا العجب العجاب، ونحن نتابع هذا العدد الكبير من العاملين عندنا، في مجالات الفن التشكيلي. رغم أن الزمن كفيل بإزالة ظلال الشبهات والشكوك، والخروج برعيل فني جديد وبديل. facebook.com adib.makhzoum |
|