|
حدث وتعليق ولكن المؤكد أن تلك الإدارة سعت بكل ثقلها لتحقيق هدف واحد، هو محاولة إسقاط الدولة السورية وإجبارها على الانضواء تحت رايتها لتكون محمية أخرى على غرار الكثير من دول المنطقة وهو ما لم ولن يتحقق أبداً، لأن الحسابات على البيدر السوري مختلفة دائماً . ويأتي الإحراج الكبير لأميركا الذي سببه الجيش العربي السوري باستعادته مدينة تدمر- وهذا ما أكدته صحيفة لوس انجلوس تايمز الأميركية - ليكشف النيات الأميركية المراهنة على الإرهاب الداعشي في إضعاف سورية، وكسر إرادة شعبها من جهة، ويؤكد مدى نفاق إدارة أوباما في ادعائها العمل على الحل السياسي للأزمة، وهي في الحقيقة غارقة حتى النخاع في العمل على الدفع نحو عسكرة الوضع عبر دعم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية تحت مسمى «المعارضة المعتدلة». استعادة تدمر بقدر ما هو انتصار ميداني وسياسي جديد، فهو هزيمة مدوية أخرى للدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة من أمثال النظامين السعودي والتركي، ومشيخة قطر، إضافة للكيان الصهيوني الذي يراهن مع أجرائه الأعراب على تقسيم سورية عبر «داعش والنصرة» ومن يدور في فلكهما الإرهابي، ولكن الجيش السوري متسلحاً بالدعم الشعبي لم ولن يترك المجال للأوهام أن تعشعش في رؤوس داعمي الإرهاب، واستعادة تدمر ما هي إلا خطوة جديدة أخرى نحو تحرير كل شبر من دنس الإرهاب الوهابي التكفيري. وبانتظار الجولة القادمة من الحوار السوري في جنيف، فإن الجيش سيواصل تعزيز رؤية الحكومة السورية بأن مكافحة الإرهاب المدخل الأساسي للحل السياسي، وأي قفز عن الأولويات يعني بالدرجة الأولى محاولات جديدة لإضاعة الوقت، وتمييع الجهود السياسية، وعلى الولايات المتحدة وأجرائها المعطلين للحل السياسي، الكف عن دعم داعش ومشتقاته الإرهابية، فوجود تلك التنظيمات على الأراضي السورية ما هو إلا مسألة وقت باتت قصيرة، واستعادة تدمر لن تكون الانجاز الأخير للجيش. |
|