|
الصفحة الاولى يمكن تعميمها على بقية الحالات، ولاسيما في ظل الإنجازات التي تتحقق مفسحة المجال لسيل من الانتصارات يمكن أن نشهدها في القريب العاجل، بعد أن وضع الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والمتحالفة معه النقاط على السطر، وبدأ العد العكسي للسنوات العجاف التي مرت على سورية، وحان الوقت لسماع النصائح وفتح الآذان جيداً بأن تترك أميركا ومن معها محاربة الإرهاب إلى سورية وروسيا وإيران والعراق وحزب الله. بالطبع تساؤلات كثيرة تطرح الآن هل غيرت الدول الداعمة للإرهاب من سياساتها، وهل اقتنعت أخيراً بأن الإرهاب آفة العصر ويجب التخلص منه، بدلاً من دعمه ومساندته وتمويله، نقول لا لم ولن يغير أولئك من المخطط الحلم الذي يطمحون عبره لتدمير المنطقة، ولكن الدول التي تتعرض لذاك التطرف هي التي ستربح الحرب، ولذلك لم تجد واشنطن وحلفاؤها بداً من سماع الصدى وإدراك أنه لا انتصار على سورية أو إسقاط حكومة، لكن الانتصار الوحيد سوف يكون لسورية على الإرهاب، خصوصاً وأنه كلما أقدم البيت الأبيض على فعل شيء لتسجيل هدف، يسجل مناهضو سياسته في المنطقة أهدافاً ذات قيمة وأكثر حرفية، فكانت النتائج ميدانية وسياسية بامتياز، رغم عدم تفويت من يسمون أنفسهم «دعاة» الحرية أي فرصة لمغازلة إسرائيل وقبلها أميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، والاستنجاد بهم لإسقاط سورية الدولة. فأولئك وعبر تياراتهم وأحزابهم المستحدثة والناشئة، والتي لم تفقس البيضة لا عنها ولاعنهم، يطاولون أيديهم أكثر للكيان الصهيوني عبر رسائل لم يترجموها هم، ولا يعرفون ماذا كتب فيها، لكن الغاية واحدة عند المترجم وصاحب الطلب، وهي النيل من وحدة وسيادة القرار السوري والتقسيم وإلى ما هنالك من أهداف عدوانية، وإجراء حوار سري أم علني فلا يهم، مادامت الغاية تخريب سورية أكثر وأكثر. وأولئك أيضاً يسبحون بحمد سيدهم الصهيو- أميركي، ويرتدون ثوب الوهابية، أو ما يسمى الربيع العربي، وهم نفسهم أصحاب الفكر المتصحر المسكون بالأحقاد والرغبات، وأفاعي الكوبرا التي تخرج من جحورها لتنفث سمومها في الأنحاء السورية. |
|